سورة الملك (6)
إضاءات قرآنية من
سورة الملك
الحلقة |6|
المقام السامي للعقل
(وَقَالُوالَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ) *10*
ليست هذه المرّة الأولى التي يشير فيها القرآن الكريم إلى مقام العقل السامي،ويصرّح بأنّ العامل الأساسي لتعاسة الإنسان ودخوله عوالم الخسران هو عدم الاستفادة من هذه القوّة الإلهيّة العظيمة،
لذا فإنّه يوجّه نداءاته باستمرار وفي كلّ مكان إلى (اُولو الألباب) و (اُولوالأبصار).
عن الإمام علي عليه السلام: «هبط جبرائيل على آدم،فقال: يا آدم، إنّي اُمرت أن اُخيّرك واحدة من ثلاث فاخترها ودع اثنين، فقال له آدم: يا جبرائيل وما الثلاث؟ فقال: العقل والحياء والدين، فقال آدم إنّي قد اخترت العقل، فقال جبرائيل للحياء والدين: انصرفا ودعاه. فقالا: يا جبرائيل، إنّا اُمرنا أن نكون مع العقل حيث كان...
إذ أنّ العقل إذا ما انفصل عن الدين فإنّ الدين سيكون في مهبّ الرياح ويتعرّض إلى الانحراف بسبب فقدان الموازن الموضوعية الأساسية.
وأمّا «الحياء» الذي هو المانع والرادع للإنسان عن ارتكاب القبائح والذنوب، فهو الآخر من ثمار شجرة العقل والمعرفة.
وبذلك يكون آدم قد اصطحب الدين والحياء أيضاً.
وقد ورد أنّ بعض المسلمين ذكروا شخصاً عند رسول الله وأثنوا عليه، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «كيف عقل الرجل» فقيل: يا رسول الله نحن نسأل عن سعيه وعبادته وخيراته وأنت تسأل عن عقله؟! فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «إنّ الأحمق يصيب بحمقه أعظم من فجور الفاجر،وإنّما يرتفع العباد غداً في الدرجات وينالون الزلفى من ربّهم على قدر عقولهم!».
م: تفسير الأمثل