www.tasneem-lb.net

قرآن

قرآنيات - سورة الحج 24

نسائم قرآنية

 

قال تعالى : }إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا ۖ وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (23) وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَىٰ صِرَاطِ الْحَمِيدِ (24)} [سورة الحج].

 

نجد أن الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يتمتّعون بنعيم رياض الجنّة على ضفاف الأنهر وهذه هي المكافأة الأولى، وأما لباسهم وزينتهم فتقول الآية:

يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا ۖ وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ .

وهاتان مكافئتان يمنّ الله بهما كذلك على عباده العالمين في الجنّة، يهبهم أفخر الملابس الّتي حرموا منها في الدّنيا، ويجمّلهم بزينة الأساور الّتي منعوا عنها في الحياة الأولى، لأنّها كانت تؤدّي إلى إصابتهم بالغرور والغفلة، وتكون سببًا لحرمان الآخرين وفقرهم. أمّا في الجنّة فينتهي هذا المنع، ويُباح للمؤمنين لباس الحرير والحليّ وغيرها. وبالطبع ستكون للحياة الأخرويّة مفاهيم أسمى ممّا نفكّر به في هذه الدّنيا الدّنية، لأنّ مبادئ الحياة ومدلولها يختلفان في الدّنيا عمّا هي في الآخرة (فتأملوا جيدا).

وأخيرا الهبة الرابعة والخامسة التي يهبها الله للمؤمنين الصّالحين ذات سمة روحانيّة

وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ حديث ينمّي الرّوح. وألفاظ تثير حيوية الإنسان، وكلمات ملؤها النقاء والصفاء التي تبلغ بالروح درجة الكمال وتملأ القلب بهجة وسرورا، وَهُدُوا إِلَىٰ صِرَاطِ الْحَمِيدِ

هكذا يهدون إلى طريق الله الحميد، الجدير بالثناء، طريق معرفة الله والتّقرب المعنوي والرّوحي إليه، سبيل العشق والعرفان.

حقًا إن الله يهدي المؤمنين إلى هذا الطريق الذي ينتهي إلى أعلى درجات اللذة الروحية.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد