من سورة الملك |-9-|
إضاءات قرآنية
من سورة الملك
|9|
(قُلْ هُوَالَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۖ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ * قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) [23-24]
-(أنشأكم)- إشارة إلى الإنشاء والإيجاد من العدم وتؤكد الآية أنّ الله تعالى بعد أن أوجدكم، جعل لكم:
1- وسيلة للمشاهدة والإبصار (العين).
2- وكذلك وسيلة وقناة للاطّلاع على أفكار الآخرين ومعرفة وجهات نظرهم من خلال الاستماع (الأذن).
3- ثمّ وسيلة اُخرى للتفكّر والتدبّر في العلوم والمحسوسات واللامحسوسات (القلب).
وخلاصة الأمر، إنّ الله تعالى قد وضع جميع الوسائل اللازمة لكم لتتعرّفوا علىالعلوم العقلية والنقلية،إلاّ أنّ القليل من الأشخاص من يدرك هذه النعم العظيمة ويشكر الله المنعم،
حيث أنّ شكر النعمة الحقيقي يتجسّد بتوجيه النعمة نحو الهدف الذي خلقت من أجله..
...تُرى من هو المستفيد من هذه الحواس (العين والاُذن والعقل) بصورة صحيحة في هذا الطريق
-(ذرأكم- شارة إلى خلق الإنسان من مادّة التراب.
وتشخّص هذه الآية (الهدف والغاية) وذلك بالتأكيد على أنّ السير يجب أن يكون في الطريق المستقيم، والصراط الواضح المتمثّل بالإسلام والإيمان، وبذل الجهد للاستفادة من جميع وسائل المعرفة بهذا الاتّجاه، والتحرّك نحو الحياة الخالدة.
----