www.tasneem-lb.net

قرآن

ديني - معالم الدعاء في القرآن الكريم |2|

معالم الدعاء في القرآن الكريم

|2|

 

إنّ الإنسان من خلال الدعاء يستطيع أن يُنشئ صلة وصل واتّصال مع خالقه، تكون سبباّ في توفيقه لمراده وحوائجه سواء الدنيويّة أم الأخرويّة، وحيث إنّ هذا الارتباط بهذا الخالق القادر، المجزل بنعمه المتفضّل على عبيده بكرمه والمغرق عليهم بإحسانه وعطاياه، يقول الله تعالى في محكم كتابه:﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون﴾( سورة البقرة، الآية: 186).

فالأمر بالدعاء في الآية الكريمة جاء مطلقاً دون قيود.

وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في الحثّ على الطلب من الله تعالى واللجأ إليه ودعائه: 

" فَاسْتَفْتِحُوهُ‏ وَاسْتَنْجِحُوهُ وَاطْلُبُوا إِلَيْهِ وَاسْتَمْنِحُوهُ‏ فَمَا قَطَعَكُمْ‏ عَنْهُ‏ حِجَابٌ‏ وَلَا أُغْلِقَ عَنْكُمْ دُونَهُ بَابٌ وَإِنَّهُ لَبِكُلِّ مَكَانٍ وَفِي كُلِّ حِينٍ وَأَوَانٍ وَمَعَ كُلِّ إِنْسٍ وَجَانٍّ لَا يَثْلِمُهُ‏ الْعَطَاءُ وَلَا يَنْقُصُهُ الْحِبَاءُ وَلَا يَسْتَنْفِدُهُ سَائِلٌ.)

اذن فإن العلاقة بين الدعاء والاستجابة علاقة حتمية لا يمكن أن تتخلف، وعلاقة مطلقة لا يمكن أن تتعلق، إلا أن يكون الشرط مما يؤكد ويثبت حالة الدعاء، نحو قوله تعالى:  (أمّن يجيب المضطرّ إذا دعاه ويكشف السوء)

فلا يحتاج المضطر في الإجابة لاضطراره، وكشف السوء عنه إلا إلى الدعاء (وإذا دعاه)، فإذا دعاه سبحانه استجاب لدعائه، وكشف عنه السوء.

لفتة: ليس معنى القول بحتمية هذه العلاقة فرض أمر على الله تعالى، فهو سبحانه قد كتب على نفسه الرحمة «..فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة» (الأنعام: 54).

يتبع..


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد