معالم الدعاء في القرآن الكريم
|3|
﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا ﴾
إنّ الدعاء والعبادة يعكسان الإحساس بالخضوع والفقر والرغبة فيما عنده تعالى، هذا الإحساس المتأصّل في وجدان الإنسان، والذي يظهر حتّى عند الغافلين في بعض الظروف.
يقول تعالى ﴿ وَإِذَا مَسَّكُمُ الْضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُورًا﴾ ،
فالإنسان فقير محتاج لفيض الله ورحمته تعالى بشكل دائم ومستمرّ، وفي كلّ الظروف والأحوال. وعلى هذا الإنسان أن يكون دائمًا في خشوع وخضوع لله تعالى، يشعر بهذا الفقر وهذه الحاجة، يلتمس لذلك الفيوضات الإلهية والرحمة الواسعة منه تعالى في جميع الظروف والحالات، في الشدة والرخاء..
فينبغي للمؤمن أن يكون دعاؤه في الرخاء بذات النمط من الكيفية في حالات الشدّة!
ليس إذا أُعطي فتر، وإذا احتاج أناب وتوسّل!.. فلا تملّ أيها المؤمن من الدعاء، بل سل المولى وأقبل عليه بقلب رقيق خاشع، تقضى حاجتك بإذنه تعالى.
فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "اغتنموا الدعاء عند الرقّة، فإنّها رحمة".
وفي قضية ذي النون في القرآن الكريم درسٌ لأصحاب الدعوات ينبغي أن يتأمّلوه، إذ في رجعة ذي النون إلى ربّه واعترافه بظلمه الّذي هو ترك الأولى والأنسب عبرة لأصحاب الدعوات ينبغي أن يتدبّروها، ففي رحمة الله لذي النون واستجابة دعائه المنيب في الظلمات بشرى للمؤمنين.
قال تعالى:{وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ}.
يتبع..