معالم الدعاء في القرآن الكريم
|4|
يذكر لنا القرآن الكريم شواهدَ كثيرةً من حياة الأنبياء العظام (عليهم السلام)، تنبّئنا عن أهميّة الدُّعاء في حياتهم الرّسالية والشّخصية.
1- آدم عليه السلام وحواء عليها السلام:
إنّ في قصّتهما التي انتهت بخروجهما من الجنة، حيث بيّنها القرآن الكريم وأوضح لنا حجم الأسى الذي أصاب قلبيهما لارتكابهما مخالفة الأمر الإلهي "الإرشادي". قال تعالى: ﴿قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾.
نلاحظ في هذا الدُّعاء أموراً:
اللجوء إلى الله:
أنهما (النّبي آدم عليه السلام وزوجته) وقفا موقفَ الالتجاء إلى الله تعالى، ولم ييئسا من زوال النعمة، بل بادرا إلى التعلّق بالله تعالى، تعلّق العبد بالمالك، والفقير بالغني المطلق.
النداء بالربوبية:
- فبدأ الدُّعاء بنداء الله تعالى بصفة الرَّبوبية (ربّنا)، لأنَّ صفة الرُّبوبية تشتمل على كلّ ما يُدفع به الشرُّ ويُـجْلب به الخير.
الشعور بالفقر والنقصان:
فيذكر الدُّعاء أنَّ السَّبب الذي دفعهما إلى الدُّعاء والالتجاء إلى الله تعالى، هو أنَّهما استشعرا الخسران الوشيك، وهذه الحالة من الشّعور بالخسارة ناجمةٌ عن الشّعور بالنَّقص والفقر الشّديد الذي لا يمكن أن يجبرَه أحدٌ سوى الله تعالى.
والذي يدّقق في هذا الدُّعاء المختصر، يجد أنَّه يتضمَّن كلّ عناصر الرُّؤية القرآنية، والتي حقَّقت الإجابة الإلهية لدعائهما، إذ قال تعالى: ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾.
يتبع..