www.tasneem-lb.net

قرآن

ديني - قصص قرآنية نبي الله إبراهيم |2|

قرآننا

قصص قرآنية نبي الله إبراهيم

|2|

 

أخيرًا، ولد الطفل الموعود لإبراهيم وفق البشارة الإلهية، وأثلج قلب إبراهيم الذي كان ينتظر الولد الصالح لسنوات طوال، اجتاز مرحلة الطفولة، وأضحى غلاما. وهنا يقول القرآن: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ ٱلسَّعۡیَ..}

يعني أنه وصل إلى مرحلة من العمر يستطيع فيها السعي وبذل الجهد مع والده في مختلف أمور الحياة.

وقال البعض: بأن (السعي) هنا يعني العمل لله والعبادة.

على كل حال، فقد ذهب جمع من المفسرين: إن عمر إسماعيل كان (13) عامًا حينما رأى إبراهيم ذلك المنام العجيب المحيّر، والذي يدل على بدء امتحان عسير آخر لهذا النبي ذي الشأن العظيم، إذ رأى في المنام أن الله يأمره بذبح ابنه الوحيد وقطع رأسه. فنهض من نومه مرعوبًا، لأنه يعلم أن ما يراه الأنبياء في نومهم هو حقيقة وليس من وساوس الشياطين، وقد تكرّرت رؤيته هذه ليلتين أُخرَيين، فكان هذا بمثابة تأكيد على ضرورة تنفيذ هذا الأمر فورًا.

وقيل: إن أول رؤيا له كانت في ليلة التروية، أي ليلة الثامن من شهر ذي الحجة، كما شاهد نفس الرؤيا في ليلة عرفة، وليلة عيد الأضحى، وبهذا لم يبق عنده أدنى شك في أن هذا الأمر هو من الله سبحانه وتعالى.

امتحان شاق آخر يمر على إبراهيم الآن، إبراهيم الذي نجح في كافة الامتحانات الصعبة السابقة وخرج منها مرفوع الرأس، الامتحان الذي يفرض عليه وضع عواطف الأبوة جانبا والامتثال لأوامر الله بذبح ابنه الذي كان ينتظره لفترة طويلة، وهو الآن غلام يافع قوي.

 

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد