www.tasneem-lb.net

قرآن

ديني - والأرض بعد ذلك دحاها

ديننا

والأرض بعد ذلك دحاها

 

في التقويم الإسلاميّ، يحمل اليوم ٢٥ من ذي القعدة عنوان: يوم دَحْو الأرض، لمشهد من مشاهد الخَلْق العظيمة ، وواقعة جليلة في بداية الخلق الإلهيّ، وهي مذكورة في الكتاب العزيز في آيتين:

  1. ﴿والأرضَ بعدَ ذلك دَحاها﴾.
  2. ﴿والأرضِ وما طَحاها﴾.

 والآن نطل على العنوان القرآنيّ من خلال ثلاث نوافذ:

 

النافذة الأولى: لغوية:

دَحَوتُ الشيءَ دحْواً: بَسَطتُه.

أمّا طحا فبمعنى: بسط فوسع، والطحا: المنبسط من الأرض، والطاحي الممتدّ.

 

 النافذة الثانية: تفسيرية:

﴿والأرض بعدَ ذلك دحاها﴾ أي بَسَطها ومَدَّها بعد ما بنى السماء ورفع سَمْكها وسوّاها، وأغطَشَ ليلَها وأخرَج ضُحاها. وقيل: المعنى يكون هكذا: والأرضَ - مع ذلك - دحاها، وذكرَ بعضهم أنّ الدحو بمعنى الدَّحرَجة.

 

النافذة الثالثة: روائية:

• في خطبة للإمام عليّ عليه السلام قال فيها:

"كبَسَ الأرضَ على مَوْر أمواجٍ مُستَفحِلة، ولُججِ بحارٍ زاخرة، تَلتطمُ أواذِيُّ أمواجِها، وتَصطفِقُ مُتَقاذِفاتُ أثباجِها، وتَرغو زبَداً كالفُحول عند هِياجها، فخَضعَ جِماحُ الماء المتلاطم لثِقَل حملها، وسكنَ هَيْجُ ارتمائه إذا وطِئتْه بكَلْكَلِها، وذلّ مُسْتخذِياً إذ تمعّكت عليه بكواهلِها، فأصبح بعد اصطخاب أمواجه، ساجياً مقهوراً، وفي حَكَمة الذُّلّ منقاداً أسيراً، وسكنت الأرض مَدْحُوّةً في لُجّة تيارِه.."

• وروي عن الإمام الباقر عليه السلام قوله: "لمّا أراد الله تعالى أن يخلق الأرض، أمرَ الرياح فضرَبنَ وجهَ الماء حتّى صار موجاً، ثمّ أزبَد فصار زبداً واحداً، فجمعَه في موضعِ البيت ثمّ جعله جبلاً عن زبَد، ثمّ دحا الأرض مِن تحته، وهو قول الله تعالى: ﴿إنّ أوّل بيتٍ وُضِعَ للناسِ لَلّذي ببكّةَ مُباركاً﴾".

وفي رواية أخرى ذكر البيت العتيق قائل: "إنّ الله خلقه قبل الأرض، ثمّ خلق الأرضَ مِن بعده فدحاها مِن تحته".

• وجاء عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام قوله: "إنّ الله تعالى دحا الأرض مِن تحت الكعبة إلى مِنى، ثمّ دحاها مِن مِنى إلى عَرَفات، ثمّ دحاها من عَرَفات إلى مِنى. فالأرض من عرفات، وعرفات من منى، ومنى من الكعبة".

 

المصدر: موقع شبكة المعارف الإسلامية_ بتصرف.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد