قرآننا
سورة يس
|4|
الآية التالية تشرح الهدف الأصلي لنزول القرآن كما يلي :
لتنذر قومًا ما أنذر آباؤهم فهم غافلون
أي إنه لم يأت نذير لآبائهم.
من المسلّم أن المقصود بهؤلاء القوم هم المشركون في مكة، وإذا قيل أنه لم تخل أمة من منذر، وأن الأرض لا تخلو من حجة لله، علاوة على أنه تعالى يقول في الآية (24) من سورة فاطر وإن من أمة إلا خلا فيها نذير؟
فنقول: إن المقصود من الآية - مورد البحث - هو المنذر الظاهر والنبي العظيم الذي ملأ صيته الآفاق، وإلا فإن الأرض لم تخل يوماً من حجة لله على عباده، وإذا نظرنا إلى الفترة من عصر المسيح (عليه السلام) إلى قيام الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) نجدها لم تخل من الحجة الإلهية، بل إنها فترة من قيام اولي العزم، يقول أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام بهذا الخصوص " إن الله بعث محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) ولأحد من العرب يقرأ كتابًا ولا يدّعي نبوة! ".
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ١٤ - الصفحة ١٣٤.