قرآننا
سورة يس
|10|
إنا نحن نحى الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شئ أحصينه في إمام مبين (12)
هذه الآية كالآية من سورة البقرة حيث يقول تعالى: ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. باعتقاد الكثير من المفسرين أن المقصود من "الذكر" هو "القرآن المجيد". لأن هذه الكلمة جاءت بهذه الصورة مرارًا في القرآن الكريم لتعبّر عن هذا المعنى.
لكن! لا مانع من أن يكون المقصود من هذه الكلمة أيضًا المعنى اللغوي لها بمعنى مطلق التذكير، بحيث يشمل كل الآيات القرآنية وسائر الإنذارات الصادرة عن الأنبياء والقادة الإلهيين.
"الخشية" كما قلنا سابقًا ، بمعنى الخوف الممزوج بالإحساس بعظمة الله تعالى، والتعبير ب "الرحمن" هنا والذي يشير إلى مظهر رحمة الله العامة يثير معنى جميلاً، وهو أنه في عين الوقت الذي يستشعر فيه الخوف من عظمة الله ، يجب أن يكون هنالك أمل برحمته، لموازنة كفّتي الخوف والرجاء، اللذين هما عاملا الحركة التكاملية المستمرة.
الملفت للنظر أنه ذكرت كلمة "الله" في بعض من الآيات القرآنية في مورد الرجاء، والتي تمثل مظهر الهيبة والعظمة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر، إشارة إلى أنه يجب أن يكون الرجاء ممزوجًا بالخوف، والخوف ممزوجًا بالرجاء على حد سواء (تأمل!).
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ١٤ - الصفحة ١٤٤.