قرآننا
سورة يس
|12|
إنا نحن نحى الموتى ونكتب ما قدمواوآثارهم وكل شيء أحصينه في إمام مبين (12)
جملة "فبشره" في الحقيقة تكميل للإنذار، إذ أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في البدء ينذر، وحين يتحقق للإنسان اتباع الذكر والخشية وتظهر آثارها على قوله وفعله، هنا يبشره الباري عز وجل.
بماذا يبشر؟ أولاً يبشره بشيء قد شغل فكره أكثر من أي موضوع آخر، وهو تلك الزلات التي ارتكبها، يبشره بأن الله العظيم سيغفر له تلك الزلات جميعها ، ويبشره بعدئذ بأجر كريم وثواب جزيل لا يعلم مقداره ونوعه إلا الله سبحانه.
الملفت للنظر هو تنكير "المغفرة" و "الأجر الكريم" ونعلم بأن استخدام النكرة في مثل هذه المواضع إنما هو للتدليل على الوفرة والعظم.
يرى بعض المفسرين أن (الفاء) في جملة " فبشره " للتفريع والتفصيل، إشارة إلى أن (اتباع التذكر والخشية) نتيجتها "المغفرة" و "الأجر الكريم" بحيث أن الأولى وهي المغفرة تترتب على الأول، والثانية على الثاني.
بعد ذلك وبما يتناسب مع البحث الذي كان في الآية السابقة حول الأجر والثواب العظيم للمؤمنين والمصدقين بالإنذارات الإلهية التي جاء بها الأنبياء، تنتقل الآية التالية إلى الإشارة إلى مسألة المعاد والبعث والكتاب والحساب والمجازاة، تقول الآية الكريمة: إنا نحن نحيي الموتى.
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ١٤ - الصفحة ١٤٤.