قرآننا
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ
|4|
الآية {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ الله لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)} [سورة النّساء]
التفسير
القرآن كتاب نزل خلال مدة (23) عامًا بحسب ما يحتاجه الناس من تربية وتوجيه في الظروف المختلفة، وموضوعات القرآن متنوعة.
فهو لا يشبه كتابًا عاديًا متخصصًا في بحث اجتماعي أو سياسي أو فلسفي أو حقوقي أو تاريخي، بل هو يتحدث تارة:
- عن التوحيد وأسرار الخليقة
- وتارة يطرح القوانين والأحكام والآداب والسنن
- وتارة يقص علينا أخبار الأمم السابقة
- وتارة يتناول المواعظ والنصائح والعبادات وارتباط العبد بخالقه.
وكما يقول (غوستاف لوبون): القرآن - كتاب المسلمين السماوي - لا يقتصر على التعاليم الدينية، بل يتناول - أيضًا - الأحكام السياسية والاجتماعية للمسلمين.
مثل هذا الكتاب - بهذه الخصائص - لا يمكن أن يكون - عادة - خاليًا من التناقض والتضاد والاختلاف والتأرجح، أما حين نرى هذا الكتاب - مع كل ذلك - متناسقًا متوازنًا في آياته خاليًا من كل تضاد واختلاف نستطيع أن نفهم - بوضوح - أن هذا الكتاب ليس وليد فكر بشري، بل هو من قِبَل الله تعالى، كما تذكر الآية الكريمة أعلاه.
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ٣ - الصفحة ٣٥٠