سورة الفتح
|1|
محتوى السورة:
هذه السورة كما هو ظاهر من اسمها تحمل رسالة الفتح والنصر!
الفتح والنصر على أعداء الإسلام، الفتح المبين والأكيد.
> ومن أجل أن نفهم محتوى هذه السورة فينبغي أن نعرف- قبل كل شيء - أن هذه السورة نزلت في السنة السادسة للهجرة بعد قضية "صلح الحديبية".
وبيان ذلك.. أن النبي الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) صمم في السنة السادسة للهجرة مع أصحابه التحرك نحو مكة للعمرة، وكان من قبل قد أخبر المسلمين بأنه رأى رؤيا في منامه وكأنه مشغول بأداء مناسكه مع أصحابه في المسجد الحرام معتمرين، فعقد المسلمون إحرامهم عند "ذي الحليفة" المنطقة التي تقرب من المدينة المنورة، وتحركوا نحو مكة المكرمة في إبل كثيرة لتنحر "يوم الهدي" هناك.
وكانت الحالة التي يتحرك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عليها توحي بصورة جيدة أنه لا هدف لديه سوى هذه العبادة الكبرى. إلى أن وصل منطقة الحديبية وهي قرية على مقربة من مكة.
وكانت قريش قد علمت بوصول النبي إلى الحديبية فأوصدت بوجهه الطريق ومنعته من الدخول.
وبهذا ألغت قريش جميع السنن التي ترتبط بأمن المسجد الحرام وضيوف الله والشهر الحرام ووضعتها تحت أقدامها. إذ كانت تعتقد بحرمة الأشهر الحرام ومن ضمنها شهر ذي القعدة الذي عزم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيه على العمرة.
وفي هذا المكان جرى ما جرى بين رسول الله والمشركين من الكلام حتى انتهى إلى عقد معاهدة الصلح بين المسلمين والمشركين من أهل مكة وقد سمي بصلح الحديبية.
وعلى كل حال فقد مُنع النبي أن يدخل مكة ويؤدي مناسك العمرة. فأمر (صلى الله عليه وآله وسلم) أصحابه بأن ينحروا إبلهم ويحلقوا رؤوسهم ويحلوا إحرامهم! وأن يعودوا نحو المدينة!
> وهنا غمر المسلمين طوفان من الحزن والغم وربما تغلب الشك والترديد على قلوب بعض الأفراد ضعيفي الإيمان!
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ١٦ - الصفحة ٤٠٨