حكمة قرآنية - ولها أجر شهيد

ولها أجر شهيد

َ(وَوَصَّْيَنا اْلإنسانَ بِواِلديهِ إحسانًاۖ َحَمَلَتهُأُمُه ُكرهًا َوَوضَعْته ُكْرًها) الأحقاف 15

توصي الآية في البداية بالوالدين معًا، إلا أن الملفت للنظرأنها عند بيان المشاق والمتاعب تؤكد على متاعب الأم، لتنبه الإنسان إلى إيثارهاوتضحياتها وحقها العظيم.

ولكن قد يسأل سائل كيف لأم أن تحمل ولدها وتضعه كرهًا، أوليستهذه من أسعد الساعات على الوالدين.

يقول المفسرون أن باب التسمية هنا من باب تسمية الشيءبصيرورته وبما يؤول إليه، أي أن الأمر سينتهي بها إلى أن تحمله كرها، بسبب شدةوثقل فترتي الحمل والولادة فهي تضحي خلالها أعظم التضحيات.

منذ الأّيام الأولى لانعقاد النطفة، تتوالى عليها الصعوبات،وكلما تكامل نمو الجنين امتص موادًا أكثر من عصارة روح الأُم وجسدها، تترك أثرهاعلى عظامها وأعصابها، فيسلبها نومها وغذاءها وراحتها وهدوءها وتحل فترة وضع الحمل، ويقول بعض الفقهاءأن للأم حين وضعها أجر الشهيد وهذه اللحظات من أعسر لحظات حياة الأُم، حتى أنّالأُم أحيانًا تبذل نفسها وحياتها من أجل سلامة الوليد، ولذلك يريد الله من هذهالآية تذكير الولد بكل تلك اللحظات حتى يقدر كل تلك التضحيات.