أسرة - المرأة واستثمار الدور |4|
ثقافتنا
المرأة واستثمار الدور
|4|
المرأة صانعة الرجال
إن الناس يتحدثون بإجلال وإكبار عن صانعي اﻷدوات المادية، ومخترعي اﻷمور المادية، ومبتكري اﻷعمال اﻷدبية الشعرية والفنية، ويقدمون لهم المنح والهدايا.
يتحدثون بافتخار واحترام عن مكتشف الكهرباء وقانون الجاذبية وعن غيرهما من المكتشفين والمخترعين.
إلا أن ما أغفله الناس ولم يعطوه اﻷهمية المطلوبة هو المرأة صانعة الرجال.
ألا تستحق هذه المرأة الإعزاز والاحترام؟
إن كل كلمة تلقيها المرأة في بيتها لها دوي كبير على نفوس أولادها بل نفس زوجها بالذات.
كل سلوك تقوم به له تأثير قوي على سلوك أسرتها وحتى زوجها. فعلى المجتمع أن لا يستهين بدور المرأة الريادي والصناعي. بل على المرأة ذاتها أن لا تستهين بدورها في صناعة الرجال.
ألم يقل القائل: «وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة».
هذا المعنى أشار إليه السيد القائد (دام ظله) بقوله: «إن أهم بناء هو بناء الإنسان، ليس بناء جسم الإنسان فقط، بل بناء عواطف الإنسان وأخلاقه، أن يربين في أحضانهن بشرًا دون عقد، وإنسانًا صحيحًا وسالمًا، تلك هي أهم قيمة لعمل المرأة».
وأيضًا يقول:
«إن للمرأة المسلمة في اﻷسرة واجبات ومهام، وهي أن تمارس دورها كركن أساسي لﻷسرة، وأن تربي أولادها، وأن تكون عونًا روحيًا لزوجها.
إن للنساء دور مهم في تعبئة أزواجهن وأبنائهن وتوجيههم نحو ساحة الصراع والمواجهة والتظاهر، حيث إنهن يشجعنهم ويقدمن لهم العون، ويشكلن بذلك الرافد والداعم الروحي لهم.
إن تربية اﻷبناء ودعم اﻷزواج روحيًا ليتمكنوا من اقتحام الساحات الكبرى هو من أهم أعمال المرأة».
في الحقيقة، إن الإسلام عامر بالنساء اللواتي كنّ سندًا روحيًا ﻷزواجهن يوم الشدائد والهزائز، وعاشوراء تحمل نماذج نسائية مهمة في الدعم الروحي لزوجها وولدها، أمثال أم وهب النصراني وزوجته) و(دلهم بنت عمرو زوجة زهير بن القين) وغيرهن من النساء المجاهدات صانعات الرجال.