أسرة - أطفالنا وعشق الصلاة |3|
تربيتنا
أطفالنا وعشق الصلاة
|3|
إلى أسر المؤمنين والديار التي يعبق فيها أريج الصلاة، نقدم لكم مزيدًا من القيم التربوية التي تزرعها الصلاة في نفوس أبنائنا:
7. قيمة حب المعروف وكره المنكر :
حب الخير والعدالة والإيمان وعبادة الله وطاعته وخدمة الناس كلها قيم من "المعروف" يقابلها المنكر حيث الظلم والفساد والشر والكفر وأذى الناس..
الإسلام في تربيته للإنسان جعل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة إلهية واجتماعية أساسية ومسؤولية لا يمكن للمؤمن التخلي عنها، وجاءت الصلاة لتنهى عن الفحشاء والمنكر على المستوى الفردي والاجتماعي، فكلما روّجنا لحب المعروف والأمر به لنفسنا والآخرين بهدف هدايتهم وكره المنكر والنهي عنه، ترسخت ثقافة الصلاة كميزة أساسية وصفة جوهرية في هوية الإنسان منذ الطفولة عبر تعرّفه على هذه الثقافة بشكل عملي من والديه ومعلميه. تأتي الصلاة حيّة قوية حاضرة يومياً لتحبب إليه فعل الخيرات وتنهاه عن القبح والفحشاء والمنكرات.
8. قيمة العمل الجمعي وعدم الفردية:
على عكس الثقافة الغربية الليبرالية التي جعلت الإنسان يفكر دوماً بنفسه فقط ويسعى لتحقيق "الأنا" على حساب المجتمع، جاء الإسلام لينمي حسن الإنتماء إلى جماعة ويربي الإنسان على التضحية أحياناً بما لديه لخدمة الآخرين "ويؤثرون على أنفسهم". وهذا يتجلى في الصلاة عبر صيغة الجمع "إهدنا" "أنعمت عليهم" "السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين".. وغيرها من روح الجماعة والوحدة والهوية المشتركة وعدم طغيان الفردية والأنانية بل الإنتماء والدعاء للآخرين والإستغفار لهم ومشاركتهم صلاة الجماعة بما لها من فضل وأجر عظيم لا يمكن مقارنته بالصلاة الفردية.
9. قيمة حب الجمال:
وهي قيمة فطرية عند الإنسان تجعله ينجذب نحو الحسن والجمال المادي والمعنوي وصولاً إلى طلب الكمال والجمال المطلق، الجمال أمر مدهش فيه لذة وحيرة، تقابله ردة فعل إنسانية "سبحان الله" فتسبيح الله هو عبارة عن التفاعل مع جماله وجمال خلقه وجمال أسمائه وصفاته التي تشمل الصلاة بعضها "الرحمن، الرحيم، الأحد.." . فالمتربي الذي تربى على التعلق بالجمال وتقديره، حين يلاحظ جمال الصلاة سواء في أحكامها ونظمها أو في كلماتها وأفعالها ومعانيها وآدابها، سيحب الصلاة لجمالها ولن يشعر أنه مرغم مجبور متثاقل كسول.
يتبع..