أسرة - مدخل إلى الحياة الزوجية |2|
مدخل إلى الحياة الزوجية
|2|
من محاضرات الشيخ محمد قبيسي
• الآن سننتقل تدريجيًا إلى فلسفة الزواج والأسرة من الداخل، لنعرف ما هي القيمة الجوهرية لهذه الأسرة ولعمق مكوّناتها وحياتها.
• لنبدأ ببعض التساؤلات والإجابات الأولية.
• المشكلة هنا إنسانيّة. أتكلّم عن تعدّد وجهات النظر للأسرة، ودور الأسرة في المجتمع، فعندما يقع الإنسان المؤمن في الفرديّة، والأنانية، (فإنّ الفكرة الغربية في موضوع الأسرة ستدخل إلى مجتمعاتنا من غير أن نشعر بها) وخاصّة في حالة بعض النساء العاملات اللواتي يعملن بهدف تحصيل الأموال وإثبات الذات، فيقعن في شعور غريب من الفردية وافتقاد التوازن.
• حسنًا، ما هي الفرديّة؟ ومن أين تنبع؟ ببساطة فإن الفردية تنبع من نقيض روح الحياة الزوجيّة، إذ أنّ الحياة الزوجيّة مبنيّة على #الإيثار و#الحبّ، الذي يهدف إلى نزع الفردية، طبعًا هي أعمق من هذا الحدّ، لكن عندما تفكر المرأة على سبيل المثال في حياتها الشخصيّة بعد زواجها، وتأتي صديقتها لكي تلقي عليها بعض الكلام الذي يعزّز لها أنانيّتها: "لماذا لا يدعك زوجك وشأنك؛ اتركيه؛ أنت حرّة؛ لِمَ يقول لك هذا ولماذا لا يحقق لك ما تطمحين إليه ؟".
• طبعًا، بغضّ النظر عن الظلم والإساءات أحيانا، لكنّ سرعة التدهور في العلاقة الزوجية، إنما يبدأ من إعتقادها وقولها، (أنا كزوجة يجب عليّ أن أبحث عما يمكنني تحصيله من الحياة الزوجيّة) ، ثم تسأل ما هي الأشياء التي يمكن أن أضيفها إلى رأسمالي الشخصي.
• هو أيضًا كذلك يفكر بنفس الدافع النفعي الأناني، يقدّم بعض الأشياء ويقوم ببعض الأدوار في الاسرة، ثمّ يخرج من المنزل للبحث عن نفسه ويطلب الراحة لنفسه، إذًا هناك مكون جوهري أصيل تفتقده الحياة الزوجيّة.
• الفكرة الغربيّة مبنيّة على أمرين أساسيّين هما الفرد والدنيا، "حبّ النفس وحبّ الدنيا".
• يقول العارف العظيم الإمام الخمينيّ قدّس سرّه: بأنّ الأنانية هي العقبة أمام التكامل، وإن هجرة النفس هي شرط السير والسلوك إلى الله .
• إن الإلتفات المتزايد إلى النفس وحبّ الدنيا في الغرب، قد حصل ~في تلك اللحظة التي إنفصل فيها الإنسان عن الله معتقدًا بأنّ الله قد أدى وظيفته في خلق الكون، ولم يعد له أي دور ليقوم به، فقد فرغ من مهمته~ ، وأنّ الإنسان هو البديل، الذي عليه أن يدير شؤونه، ويرتّب كلّ عناصر الحياة المطمئنة والسعيدة فيه، طبعًا هو لم يحصل على الطمأنينة، ما حصل عليه هو الاكتئاب والانتحار والاضطرابات
العصبيّة وكثرة العيادات النفسيّة، نحن الآن، بسبب تأثُّرنا بالغرب، أصبح عندنا عددًا متزايدًا من العيادات نفسيّة.
يتبع..