www.tasneem-lb.net

أسرة

أسرة - صلة الرحم |1|

صلة الرحم

|1|

 

من تقوى الله تقوى الأرحام

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) النساء 1.

 

انتهاء جميع الانسال الإنسانية إلى نفس واحدة، وقد خلقت زوجها منها، فالناس كلهم أرحام مهما اختلفت الدرجات قربا و بعدا، فقد كان بالإمكان خلق كل من الأبوين الأولين على حدة دون رباط و فصال ومن ثم خلق كل إنسان كما الإنسان الأول دون تناسل، ولكن قضت الحكمة الربانية ذلك الرباط الوطيد بين بني الإنسان أولا وأخيرًا ليتقوا الأرحام رعاية للأصلين أولا وأخيرا.

 

عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

لما أسري بي إلى السماء رأيت رحمًا متعلقة بالعرش تشكو إلى ربها فقلت لها كم بينك وبينها من أب؟ فقالت نلتقي في أربعين أبا.

فذلك التذكير بوحدة الأصل، وواقع التذكر بوحدة الآباء من بعد، لتأثير التذكير بصلة الأرحام .

 

(اتَّقُوا رَبَّكُمُ‏ ... وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَساءلون بِهِ) تتساءلون فيما بينكم به حيث الحاجات والسؤالات كلها من الكل راجعة إليه، فاتقوه أن تنقطعوا عنه إلى سواه، أو تطيعوا سواه أو تعبدوا إلّا إياه و(به) كافة التساؤلات في الحاجات قائمة به وحاصلة منه.

 

واتقوا الأرحام أن تقطعوها وهي كلها راجعة الى نفس واحدة وزوجها (إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) في تقواكم وطغواكم، بالنسبة لربكم وأرحامكم، كما وكان عليكم رقيبًا في خلقكم من نفس واحدة.

 

إذا فتقوى الأرحام هي من تقوى الله كما أن طغواها طغوى على الله!

 

و لأن الوالدين هما من أرحم الأرحام و أقربهم نسمع قضاء الله بعبادته وحده تثنّى بقضاء بإحسان الوالدين‏ «وَقَضى‏ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً».

 

فالأرحام درجات أقربها الوالدان والأولاد وأبعدها من لا صلة بينك وبينه ظاهرًا، نسبًا او سببًا، فإنه يؤول معك إلى الوالدين الأولين، إذًا فكل الناس أرحام.

يتبع..


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد