www.tasneem-lb.net

أسرة

أسرة - صلة الرحم |2|

صلة الرحم

|2|

 

الرحم إذا مستها الرحم استقرت

 ومن عظيم أمر الأرحام انه جعل

 قطعها عدلا وقسيما لكل إفساد في الأرض:

 

(فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُم)

 

في الكافي وتفسير العياشي‏ هي أرحام الناس إن اللّه عز و جل أمر بصلتها وعظمها ألا ترى أنه جعلها معه؟

 

عن الأصبغ بن نباتة قال سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول:

 إن أحدكم ليغضب فما يرضى حتى يدخل النار فأيما رجل منكم غضب على ذي رحمه فليدن منه، فإن الرحم إذا مستها الرحم استقرت، وإنها متعلقة بالعرش ينتقضه انتقاض الحديد فتنادي: اللهم صل من وصلني و اقطع من قطعني ..

(بحار الأنوار/ج٧٠).

 

والرحم كما ورد في تفسير الميزان : في الأصل رحم المرأة وهو العضو الداخلي منها المعبأ لتربية النطفة وليدًا، ثم أستعير للقرابة بعلاقة الظرف والمظروف لكون الأقرباء مشتركين في الخروج من رحم واحدة، فالرحم هو القريب والأرحام الأقرباء، وقد اعتنى القرآن الشريف بأمر الرحم كما اعتنى بأمر القوم والأمة، فإن الرحم مجتمع صغير كما أن القوم مجتمع كبير، وقد اعتنى القرآن بأمر المجتمع وعدّه حقيقة ذات خواص وآثار، كما اعتنى بأمر الفرد من الإنسان وعدّه حقيقة ذات خواص وآثار تستمد من الوجود،

قال تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ ، قَدِيراً ) :  الفرقان : 54

وقال تعالى : ( وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا ) : الحجرات : 13

وقال تعالى : ( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ) :  الأحزاب : 6 

وقال تعالى : ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ)  سورة محمد : 22

وقال تعالى : ( وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ )  النساء : 9

 إلى غير ذلك من الآيات.

 

(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ، وخلق منها زوجها ، وبث منهما رجالا كثيرا ونساء)..

 

ولو تذكر الناس هذه الحقيقة ، لتضاءلت في حسهم كل الفروق الطارئة ، التي نشأت في حياتهم متأخرة ، ففرقت بين أبناء (النفس) الواحدة ، ومزقت وشائح الرحم الواحدة . وكلها ملابسات طارئة ما كان يجوز أن تطغى على:

 

 مودة الرحم وحقها في الرعاية  وصلة النفس وحقها في المودة  وصلة الربوبية وحقها في التقوى .

يتبع..


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد