www.tasneem-lb.net

أسرة

أسرة - صلة الرحم |3|

صلة الرحم

|3|

 

باقة من أحاديث الأولياء

لقد وردت في القرآن الكريم والحديث الشريف نصوص كثيرة تؤكد تأكيداً عجيباً على صلة الرحم ومواصلة الأهل والأقرباء والسعي في ذلك ولو كان على مسير سنة.

 

عن رسول الله (ص) أنه قال: اُوصي الشاهد من اُمتي والغائب منهم في أصلاب الرجال وأرحام النساء إلى يوم القيامة أن يصل (يصلوا) الرحم وإن كان منه (منهم) على مسير سنة، فإنّ ذلك من الدين.

 

صلة الرحم النسبي المعروف المقصود منها الأقرباء كما تشمل صلة الرحم الولائي والإيماني المتمثل بأسمى مراتبه في المؤمنين لا سيما محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.

 

  روي في الكافي عن عمر بن يزيد أنه سأل الإمام الصادق (ع) عن قول الله عز وجل (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ)، فقال:

نزلت في رحم آل محمد (ص) وقد تكون في قرابتك، فلا تكونن ممن يقول للشيء (يعني مما أنزل في القرآن) إنه في شيء واحد" يعني أن يحصره في مصداق واحد.

 

وفي الكافي أيضاً عن الجهم بن حميد قال: قلت لأبي عبدالله الصادق (ع): تكون لي القرابة على غير أمري (يعني دينه)، ألَهُم علي حق؟ قال: نعم، حق الرحم لا يقطعه شيء، وإذا كانوا على أمرك كان لهم حقّان: حق الرحم وحق الإسلام.

 

وقد عرّفتنا الأحاديث الشريفة ضمن تأكيدها على التحلي بهذا الخلق وذكر بركاته، بالسبل العملية ومنها تفقد أحوال الأرحام والسلام عليهم، ففي الكافي عن أمير المؤمنين (ع) قال:

صلوا أرحامكم ولو بالتسليم، يقول الله تبارك وتعالى (وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبا).

 

وعن الإمام الصادق (ع) قال: إن صلة الرحم والبر ليهوّنان الحساب ويعصمان من الذنوب، فصلوا رحامكم وبرّوا إخوانكم ولو بحسن السلام وردّ الجواب. يعني بردّ التحية بأحسن منها كما أمر القرآن الكريم.

 

وفي كتاب (قرب الإسناد) يشير(ع) إلى أن أفضل مصاديق التحلي بهذا الخلق هو السعي في دفع الأذى عن الأرحام من أي جهة صدر، قال سلام الله عليه: (صل رحمك ولو بشربة من ماء وأفضل ما يوصل به الرحم كف الأذى عنها).

 

ومما لا شك فيه أن أعظم مصاديق صلة الرحم وأكثرها ثواباً هي صلة المؤذين من الأرحام، ففي الكافي عن إمامنا الصادق (ع) قال: "إن رجلاً أتى النبي (ص) فقال: يا رسول الله، أهل بيتي أبوا إلا توثباً عليّ وقطيعة لي وشتيمة أفأرفضهم؟ قال (ص): إذا يرفضكم الله جميعاً، فقال الرجل: فكيف أصنع؟ قال: تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك، فإنك إن فعلت ذلك، كان لك من الله عليهم ظهير.

يتبع ..


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد