www.tasneem-lb.net

أسرة

أسرة - صلة الرحم |5|

صلة الرحم

|5|

 

خير الدنيا والآخرة

الآية (الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون)

 

الآية المذكورة، وإن تحدثت عن كل ارتباط أمر الله به أن يوصل، إلا أن الارتباط الرحمي دون شك أحد مصاديقها البارزة.

 

صلة الرحم

لقد أعار الإسلام اهتماما بالغًا بصلة الرحم وبالتودد إلى الأهل والأقارب ونهى بشدة عن قطع الارتباط بالرحم.  السبب في كل هذا التأكيد الإسلامي على الرحم هو أن عملية إصلاح المجتمع وتقوية بنيته وصيانة مسيرة تكامله وعظمته في الحقول المادية والمعنوية، تفرض البدء بتقوية اللبنات الأساسية التي يتكون منها البناء الاجتماعي، وعند استحكام اللبنات وتقويتها يتم إصلاح المجتمع تلقائيًا.

الإسلام مارس هذه العملية على النحو الأكمل في بناء المجتمع الإسلامي القوي الشامخ، وأمر بإصلاح الوحدات الاجتماعية. والكائن الإنساني لا يأبى عادة أن ينصاع إلى مثل هذه الأوامر اللازمة لتقوية ارتباط أفراد الأسرة، لاشتراك هؤلاء الأفراد في الرحم والدم.

وواضح أن المجتمع يزداد قوة وعظمة كلما ازداد التماسك والتعاون والتعاضد في الوحدات الاجتماعية الصغيرة المتمثلة بالأسرة. وإلى هذه الحقيقة قد يشير الحديث الشريف: "صلة الرحم تعمر الديار"

 

ذكرت الآية الكريمة: أن الفاسقين يقطعون ما أمر الله به أن يوصل وفي هذا الصدد يثار سؤال يقول: هل القطع ممكن قبل الوصل؟

والجواب: إن المقصود بالوصل استمرار الروابط التي أقرها الله سبحانه بينه وبين عباده، أو بين عباده مع بعضهم بشكل طبيعي وفطري.

بعبارة أخرى، إن الله سبحانه أمر بالحفاظ على هذه الروابط الفطرية والطبيعية وبصيانتها، لكن المذنبين يقطعونها.

 

وقد اهتم الإسلام اهتماماً بالغاً بتمتين هذه الشبكة المحيطة بالإنسان من العلاقات، ووضع هذه العلاقة القريبة إلى الإنسان في جوّ من السلام والحب والتعاون، فإنّ لسلامة هذه الشبكة دوراً كبيراً في سلامة الفرد والمجتمع وفي حماية الإنسان وسط مشاكل الحياة ومتاعبها.

 

فأُسرة الإنسان وأهله وأقرباؤه من أقرب الناس وألصقهم صلة به وأعرفهم به، فإذا كانت العلاقة قائمة على اُسس سليمة كان أهله وأقرباؤه أسرع الناس إلى نجدته وإمداده وعونه وحمايته كلّما دعت إلى ذلك الحاجة

 

قطيعة الرحم

ونهى الإسلام نهياً شديداً مؤكَّداً عن قطيعة الرحم، وحذَّر عن قطع هذه الوشيجة التي أقامها الله بين الناس، وعن تبديد هذه الثروة من العاطفة والمحبّة التي ادَّخرها الله تعالى في نفوس الأقارب لصلاح حياة الناس وجمع شملهم.

 

فقد جعل الله تعالى في قلوب الأقارب من اُسرة واحدة محبّة واُلفة فطريّة، وهذه المحبّة والاُلفة والعلاقة لَمِنْ أهمِّ العوامل التي تعين الناس في حياتهم وتُمكِّنهم من اجتياز متاعب الحياة وعقباتها، وتساعدهم على التكاتف والتضامن والتعاون، وتبديد هذه العاطفة وتقطيع هذه الوشيجة من الحرمات كتبديد أيّة ثروة ادّخرها الله تعالى لمصلحة الإنسان وتقطيع أيّة علاقة أقامها الله تعالى لصلاح حال الإنسان على وجه الأرض.

 

الصلة تبعد القطيعة

ومن أهم الاُمور التي يؤكّدها الإسلام ويدفع الناس إليها هو إيصال الرحم عند القطيعة ومقابلة القطيعة بالصلة… وهو واحد من أفضل الوسائل التي يتخذها الإسلام لحماية العلاقة فيما بين المؤمنين عامّة، وفي داخل الأهل والأقارب منهم خاصة.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد