مجتمعنا
ما هي مواصفات الحياة الطيبة؟
لحظة تأمل!
ما الفرق بين {لَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} وبين (نطيّبن حياته).
رب العالمين لو قال: (نطيّبن حياتهُ)؛ معنى ذلك الكل حي، ولكن هذا حياتهُ طيبة، وهذا حياته غير طيبة..
القرآن الكريم يقول: {لَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً}؛ أي غير المؤمن ليس بحي، هذا الإنسان ميت، والدليل على ذلك قولهُ تعالى: {أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ}.. إن هذهِ الآية لو تدبّرنا فيها، تجعل الإنسان تنتابهُ حالة من الذهول!.. نحنُ كُلنا أموات، مع أننا نمشي على الأرض، ولنا مؤسسات، ولنا شركات، ولنا أحفاد، ولنا ذرّيات، ولنا مناصب وِزاريّة؟!
نعم، يقول القرآن الكريم: أنت ميّت.. فما هذا الذي نراه في الحياة الدنيا إذن؟.. يقول: هذهِ حياتك الحيوانية: أنت تمشي، والحيوان يمشي.. أنت تأكل، والحيوان يأكل.. أنت تتناسل، والحيوانُ يتناسل.. أنت لك طموح في الحياة، والحيوان أيضاً لهُ طموح.. أرأيتم النسور في الغابات، تأتي بقشة من هنا وقشة من هنا، لتبني عشًّا وتربي أولادها فيه.. هذهِ سنة الحياة.
لذا فإن ما وراء الروح البشرية التي يشترك بها المؤمن والكافر، روح أخرى تفيض على المؤمن من الحياة الأخرى، ويصاحبهُ شعور وقدرة جديدان.. هذه الروح ننشدها ونسعى إليها من خلال ما يسمى نمط الحياة الطيبة.
المصدر: موقع السراح- بتصرف.