العناد 2

طفلي بعمر سنة، وكلما رأى أحداً يحمل أي شيء أوطعام أو دمية يبكي ليحصل عليها، وإذا عارضته وأعطيته إياها في المرة الثانيةيرميها على الأرض. ولاحظت أن لعبه مع الأطفال فيه شيء من العنف بالرغم أنه يضحكلما يفعله، ويعتبر نفسه يلعب بطريقة مشوقة له، كيف يجب أن أتعامل معه من الآن كيلا تتفاقم المشكلة؟

أعزاءنا الأهل الكرام..
إنطلاقًا من المشكلة الواردة نلفت إلى الأمورالتالية في التعامل مع أبنائنا:

1- تأسيس وبناء حوار مع أطفالنا منذ بداية وعيهم الأول، بالرغم من أنهملا يزالون غير مكتملي الوعي إنما بحوارنا العاقل والواعي معهم نساهم في بناءمنهجهم الفكري، ونؤسس لديهم طرق سليمة للتعاطي مع مواقف الحياة.
فمثالًا المشكلة أعلاه: طفلي يبكي ليحصل على ماليس له: لما تريده أنت؟ ماذا تريد أن تفعل به؟ هل هو لك؟ هل تعطني لعبتك؟ إنأعطيتني إياها فبماذا تلعب؟ لما رميتها؟ وهكذا نؤسس لمنهج واضح لديه وبأسلوب بسيطوحواري لنفهمه السلوك السليم، فمن الطبيعي أنها أمور لا تزال غير مفهومة بالنسبةله لذا يتطلب منا الكثير من التأني والتدرج بإيصال الفكرة، وبالحوار نعزز لديهأسلوب التعاطي العقلي مع المواقف لا التعاطي الإنفعالي.

2- الحرص الشديد على طرق تعاملنا مع الطفل وبشكل أخص طريقة لعبنا معه،لأن الطفل في بداية وعيه هو شخص مقلّد لما يراه من سلوك المحيطين به، فأحيانًاكثيرة نلاحظ أن سلوك طفلنا هو انعكاس لسلوك أحد أفراد العائلة أو المقربين الذينيراهم بشكل مستمر. ومن المرجح هنا أن ثمة أحد يلعب معه بهذه الطريقة وهو اعتاداللعب بهذا الأسلوب ويراه أسلوبًا ممتعًا فيضحك عندما يلعب مع أقرانه بذات الأسلوب.

3- الحفاظ على هدوئنا في التعامل مع الطفل في حال مخالفته لما ينبغيالالتزام به، مع عدم التخلي عن ما نهيناه عنه، وحتى في حال لجوئه للبكاء أو الغضبفلا ينبغي التخلي عن الهدوء مع تفضيل التجاهل التام لسلوكه السلبي، وإصرارنا علىضرورة التزامه بالأمر الملعثم لديه.