تربية الطفل اليتيم1
موقف تربوي
تربية الطفل اليتيم 1
أود استشارتكم: طفلي يبلغ من العمر سنة و3 أشهر، كثير الحركة ومرح غير أنه بوجود أي غريب عنه يجلسدون حركة، ولا يتجاوب (حتى معي) علماً أنه يفهم الكلام والتعليمات الموجهة إليه، لا يلعب مع الأولاد، شديد الغضب عندما لا يحصل على ما يريد يضرب ويشد الشعر وفي نفس الوقت يخاف كثيرًا بمجرد أن يتجه أحد نحوه يركض مرتعبًا.
أسئلتي هي: كيف يمكن أن أخلصه من الخوف؟ ومن الغضب؟ هل من الطبيعي أن لا يتجاوب ويلعب مع الآخر ينفي هذا السن؟ ملاحظة: الطفل وحيد في عائلته، يتيم الأب، ومدلل كثيرًا.
وعليكم سلام الله..
وفقكم الله لتربيته وتنشئته تربية صالحة وجعله من أحباب الله وخيرة عباده.
ورد في رسالتكم جانبان:
أولهما يشير بأن طفلكم مرح وكثير الحركة والنشاط داخل إطار الأسرة وهذا امر إيجابي ودليل عافية نفسية.
وجانب آخر وردت ضمنه المشكلة ونوصفها بأنها ضعف في التكيف الاجتماعي، ينتج عنها:
-1 عدم الاندماج في جماعات الأطفال.
-2 الخوف من الغرباء.
-3 التعبير عن حاجاته من خلال الغضب.
أسباب المشكلة:
إن أي خلل في تزويد الطفل بحاجاته الأساسية التالية قد يؤدي إلى ظهور مشكلة ضعف التكيف الإجتماعي.
الحاجات الأساسية المطلوبة هي:
-1الحاجة إلى الأمن النفسي.
-2الحاجة إلى الحب والتقدير الاجتماعي.
-3الحاجة إلى الانتماء.
-4الحاجة إلى المعرفة.
-5الحاجة إلى تحقيق الذات.
الرعاية الشديدة للطفل اليتيم: يعامل الطفل اليتيم بطريقة خاصة جدًا من قبل الجميع (الوالدة،الجد والجدة، والمجتمع بشكل عام)، وقد يكون ذلك بهدف توفير الأمن النفسي والحب له لتعويضه عن نقص الحنان الذي خسره بفقدان الوالد، كذلك فهو يمثل للأهل تعويض ما عن فقد الحبيب، فتزداد بذلك نسبة التعلق به، والحرص على سلامته ورعايته وهنا تقع المشكلة، حيث أن كلا الأمرين نقص الحنان والمبالغة بالدلال تقودان إلى ضعف التكيف هذا من جهة، ومن جهة أخرى يعامل الطفل اليتيم بطريقة خاصة جدًا مصحوبة بالرعاية الشديدة لدرجة يُحرم معها الطفل من ممارسة التجارب الحياتية التي تحمل نوعًا من الاعتماد على الذات والاستقلالية أو حتى المغامرة فيحرم معها من تحقيق حاجته للمعرفة ولتحقيق الذات، وبذلك يحرم اليتيم بغير قصد من ثلاث حاجات أساسية لنموه السليم.
لكن،هل الحنان الزائد أمرٌ مطلوبٌ لليتيم أم لا؟
لقد أرست الشريعة الإسلامية نظامًا خاصًا لرعاية اليتيم من الناحيتين الإجتماعية والاقتصادية،وهذا يشير إلى حاجة اليتيم لمثل هذه الرعاية من الأقربين خاصة ومن ثم من المجتمع بشكل عام، من قبيل مسح رأس اليتيم والعطف عليه ورعايته ماديًا والإنفاق عليه. مما يدل على حاجة اليتيم الفعلية لجرعات إضافية من العاطفة.
لكن،إذا كان الحنان مطلوبًا بل وواجبًا، فهل يكون بشكل منظم أم لا؟
وكيف يمكن لنا كمربين لطفل يتيم التوازن في تربيته بحيث نصل إلى تحقيق أهدافنا التربوية التي نلحظ معها قدراته وإمكاناته بالتالي شخصيته المستقبلية؟
يتبع..