نحن الشباب - قارب السعادة |4|
نحن الشباب
قارب السعادة
|4|
اقترب أبو علي من ولده علي وهو جالس بحالة شرود قائلاً له.
أراك يا ولدي قد ركبت بحر الحب فيرد علي قائلاً: ليس إلى هذا الحد يا والدي، لكنني أجد نفسي متذبذبًا بين القبول والرفض، أتراني أسمح لنفسي بالحب، وماذا لو وجدت أنني استعجلت أمرًا لست بعد كفؤ لطلبه وتارة اخرى أجد ما يشدني إلى هذا الشعور.
حينها تحدثني نفسي قائلة وما لك لا تقبل على الحب وكل أقرانك ركبوا بحره؟
لكني يا والدي أرى الحب بهالة القداسة.
أراه كما أسلفت لي بداية، تشييد لبناء أسري قويم.
فيربت أبو علي على كتف ولده ويردف قائلاً: نعم يا ولدي، أنت تتردد بين العقل والعاطفة، وهذا أمر حسن.
نعم، فالمؤسف يا ولدي أن يصير الحب لعبة مسلية. وتصبح المشاعر الصادقة وهمًا وتصبح القلوب تافهة.
نعم، صدقت يا علي للحب هالة قداسة.
ومن امتهن لعبة الحب للتسلية هو ذاك العابث بإنسانية الإنسان وبفطرته.
والأخطر من هذا وأشد سوءًا وخبثًا من اصطنع الحب ليصطاد به بكيد وخبث.
فالحب يا ولدي يحتاج منا.
إرادة زواج وسعي وجهوزية لتشكيل البناء الأسري.
جدية ووعي لتجنب مقرصني الحب.
لاحترام مشاعرنا أولاً. ثم احترام مشاعر الطرف المقابل ثانيًا.