موقف تربوي - رجال الغد |2|
رجال الغد |2|
بين الاختلاف والخلاف
في معرض الحلقة السابقة طرحنا مجموعة من الأسئلة ومنها أنه:
لماذا يحصل الخلافبين الأصدقاء؟ وهل نعتبر ذلك أمرًا طبيعيًا؟ أن يكون الأصدقاء متحابين، متعاونين فهذا أمر طبيعي وبديهي، لكن هل خلاف ذلك هو أمر مستغرب؟
هل حصول الاختلاف في الرأي أو الموقف أو التطبيق بينهم هو مستغرب أيضاً؟
نقول عزيزي الشاب،
من الطبيعي أن تكون لك بصمتك الخاصة التي تطبع شخصيتك، ومن الطبيعي أن يكون للآخر بصمته، وهذا أمر يجب أن نعيه ونتقبله، وهو من لطائف الرحمان في خلق الإنسان حيث ميّز كلٌ منّا عن الآخر، فالتنوع يغني المجتمع والفكر والثقافة والعلم و..
لكن هل التنوع هذا أمر خارج عن الشريعة أو النظام أو العرف؟
التنوع مطلوب ومقبول خاصة إن كان فيه رضا الله ورسوله، لذا إن اختلفنا في الرأي فالنقاش غنى لكلمنا، والاتفاق توسعة في المدارك لمجموعنا، لكن إياك وسوء التواصل أو إغفال التواصل بصورة فعالة.
فالتواصل السليم يضمن نتائج سليمة للحوار أهمها:
- كن مستمعًا واعيًا.
- خذ دور مقرب القلوب لا مشتتها.
- استخدم العبارات اللطيفة الودية وتجنب ما فيه أذية أحد.
- لا تتخذ موقف مسبق، لا من الأشخاص ولا من الموضوع.
- لا تصدر أحكامًا تجاه المتكلمين ولو قلبيًا.
- لا تعطي النقاش أبعادًا غير معلن عنها.
- لا تتردد في طرح الأسئلة الاستضاحية.
- لا تخشى الانسحاب من النقاش إذا لم يعطِ نتيجة واطلب من الأصدقاء إكمال النقاش وجهًا لوجه حتى تتضح الآراء.
- لا تكن منحازًا لأحد ضمن المجموعة.
نختم بالقول إن العديد من المشاكل بين مجموعات التواصل الاجتماعي ليست بسبب اختلاف وجهات النظر إنما لتقصيرنا في استخدام التواصل الفعال، ولضعف هذه الوسائل عن تقديم الصورة الأمثل للتواصل، حيث يشوب الأحاديث الكثير من عدم الوضوح.
مزيد من النقاش نتابعه سويًا في الحلقة المقبلة فانتظرونا لطرح أسئلتكم ومشاكلكم واستفساراتكم راسلونا على رقم المجلة.