موقف تربوي - رجال الغد |3|
رجال الغد |3|
سوء الظن
واحد من أبرز أسباب القطيعة والخلاف بين البشر هو *سوء الظن*فتتضخم المشكلة في بالهم وبالتالي تتضخم معها ردات الفعل.
فكم من أخوين تقاطعا بسبب إساءة ظنهما؟
وكم من العائلات والأسر تفككت بسببه أيضًا؟
لذلك نجد الإسلام العزيز قد أوصى بكل ما من شأنه شد أواصراللحمة وتعزيز الوفاق والمحبة ونهى بشدة عن كل ما يوصل إلى الخلاف والقطيعة.
{يا ايها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظنإثم} الحجرات/12.
وفي الحديث: *ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يغلبك منهولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءًا وأنت تجد لها في الخير محملًا.* الكافي/ج2/ص362.
عزيزي الشاب
حينما تجد نفسك قد غلب عليها الغيظ والنفور من أحد إخوانك،فقم بقلب الأدوار في مخيلتك: *فكر بهدوء*.
لو كنت أنت مكانه ما الذي كنت تقصده من هذا السلوك؟ وهل يصدرعنك بشكل عفوي أو حتى بقصد إيجابي ويتلقاه الآخر بشكل معاكس؟
أم تجد أنه فعل مقصود فعلًا؟ إذا كان مقصودًا ابحث عن الأسباب؟اسأل نفسك لماذا؟ ما سبب رغبته في إغضابك أو مقاطعتك؟ هل لسوء قابلته به؟ حينها *الحلبيدك*، عُد عنه وقابله بالحسنى فيتعدل سلوكه.
أو هل سلوكه هذا لضعف في سلوكه الأخلاقي؟ *عاونه* على مافيه صلاح نفسه، فكلنا خطاؤون وخير الإخوان من أعان أخيه على صلاح نفسه وتكاملها. واسألالله أن يهيئ لك من يرشدك في حال الزلل.
عزيزي الشاب
هل ذكّرك كلامنا هذا بقصة الإمام الحسن عليه السلام مع الغريبالذي بادر إمامنا بالشتم والإهانة؟ فكيف كان رد إمامنا عليه السلام؟ وما كانت النتيجة؟
*اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ و آلِهِ وَسَدِّدْنِي لاَنْأُعارِضَ مَنْ غَشَّنِي بِالنُّصْحِ وَأَجْزِيَ مَنْ هَجَرنِي بِالبِرِّ وَأُثِيبَمَنْ حَرَمَنِي بِالبَذْلِ. اللهم وَسَدِّدْنِيأن أُكافِيَ مَنْ قَطَعَنِي بِالصِّلَةِ* دعاء مكارم الأخلاق.
مزيد من أسباب الخلاف والقطيعة.. في الحلقة المقبلة انتظرونا.