موقف تربوي - رجال الغد |7|
رجال الغد |7|
القوة الفعلية
ورد في قصة تنقلعن "رسول الله" صلى الله عليه وآله حين مر بجمع من الشّبان كانوايتبارون في رفع صخرة ثقيلة يمتحنون بها أشدهم وأقواهم، فقال لهم: "ألا أخبركمبأشدكم وأقواكم؟". قالوا: "بلى يا رسول الله". وقد ظنوا أنه سوف "يختار"منهم أقواهم عضلًا، ولكن الرسول صلى الله عليه وآله على خلاف ما ظنوا، قال: "أشدكموأقواكم الذي إذا رضي لم يدخله رضاه في إثم ولا باطل، وإذا سخط لم يخرجه سخطه منقول الحق، وإذا ملك لم يتعاط ما ليس له بحق"، وسائل الشيعة/ج15 .
فليس "الأقوى"إذن من امتاز بقوة العضل، بل الذي يمتاز "بقوة الروح".
ولتحصيل هذه القوةالفعلية لا بد من مجاهدة النفس والتي تطلب منك استخدام القدرة الأسمى، بل نوعًا من"الحرب الداخلية" التي هي أشدّ من الحروب العادية المتعارفة فإن الرسولصلى الله عليه وآله وبعد أن رجع مع أصحابه من الجهاد، التفت إليهم وقال لهم: "مرحبًابقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي الجهاد الأكبر". فقالوا: يا رسول الله وما الجهاد الأكبر؟
قال: "جهادالنفس"، الكافي/ج5.
"مقتطفات منمحاضرة للشهيد مرتضى مطهري".