لآلئ منثورة - طريق تحصيل العلم
العلم والتعلم
طريق تحصيل العلم
أرشد أهل البيت عليهم السلام إلى جملة من الأمور في تحصيل العلم نذكر منها:
1-الكتابة
فقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "قيّدوا العلم. قيل: وما تقييده؟ قال كتابته". ميزان الحكمة/ج3.
وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله: "المؤمن إذا مات وترك ورقة واحدة عليها علم تكون تلك الورقة يوم القيامة سترا فيما بينه وبين النار، وأعطاه الله تبارك وتعالى بكل حرف مكتوب عليها مدينة أوسع من الدنيا سبع مرات". ميزان الحكمة /ج3.
2- المذاكرة
وهي تتحقق باجتماع مجموعة من الطلاب فيقوم أحدهم بدور الأستاذ فيعرض الدرس شارحاً له، بينما يستمع الباقون إليه بإنصات.
ولا يخفى ما لهذه المذاكرة من أثر في ترسـيخ الـدروس عنـد الطلاب لا سيما المتصدي لشرح الدرس، كما لا يخفى دورهـا في تمتين لغة العرض، وضبط المطلب العلمي لدى الطالب مما يؤهلـه للتعليم بجدارة.
فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم فاطلبوا العلم في مظانّه واقتبسوه من أهله". وسائل الشيعة/ج27.
3ـ الحفظ
فقد ورد أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله ما العلم؟
فقال: الإنصات، قال: ثم مه؟
قال: الاستماع، قال: ثم مه؟
قال: الحفظ، قال: ثم مه؟
قال: العمل به، قال: ثم مه يا رسول الله؟
قال: نشره.
الكافي/ج1 .
4ـ السؤال
فقد تخطر في ذهن الطالب أسئلة يبقى معها حائراً لا يعرف جوابها إلّا أن يخرجها بسؤال العالم، وبالجواب يفتح قفل العلم.
فالمعلِّم حينما يشرح الدرس قد لا يعرف في كثير من الأحيان السبب في عدم وصول المطلب إلى التلميذ، فإذا سأل التلميذ بانَ السبب وانقضى العجب.
من هنا حثَّ أهل البيت عليهم السلام على السؤال مبيِّنين أجراً عليه ففي الحديث: "العلم خزائن والمفاتيح السؤال، فاسألوا يرحمكم الله فإنه يؤجر في العلم أربعة: السائل، والمتكلم، والمستمع، والمحبّ لهم". بحار الأنوار/ج1 .
وقد ذُمَّ الطالب الذي يستنكف عن السؤال استحياءً فيبقى في حالة الجهل.
وقد قيل: من استحيى من المسألة لم يستحِ الجهل منه.
5ـ مجالسة العلماء
عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام: "فاسأل العلماء ما جهلت، وإياك أن تسألهم تعنتًا وتجربة، وإياك أن تعمل برأيك شيئاً، وخذ بالاحتياط في جميع ما تجد إليه سبيلا.." ميزان الحكمة/ج3.
ورد في دعاء أبي حمزة الثمالي لقضية التراجع الروحي عند الإقبال في عبادة الله تعالى عن الإمام زين العابدين عليه السلام:
"..سيدي، لعلَّك وجدتني في مقام الكاذبين فرفضتني أو لعلك رأيتني غير شاكر لنعمائك فحرمتني أو لعلك فقدتني من مجالس العلماء فخذلتني..".