سعادة وحب - حقوق المرأة بين الحقيقة والخيال |1|
حقوق المرأة بين الحقيقة والخيال
|1|
كرامة الحياة
كثيرًا ما نسمع بجمعيات تطالب بحقوق المرأة (حق المرأة بالتعلم، بالعمل، بأن تكون حرة في بيت زوجها، في العيش بحرية، بالاستقلالية، بمساواتها بالرجل، حقها بحضانة أولادها..).
ونحن بطيب قلوبنا لا نسأل عن عمق اﻷشياء، عن هذه الشعارات، بل ننصاع لها دون النظر إلى ما عندنا كمسلمين من حقوق كرمنا الله بها كإناث.
سنبدأ بحثنا عن حق المرأة في الحياة و العيش:
يقول الله تعالى في القرآن الكريم: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ، بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ} "التكوير 8-9".
تعتبر عادة (الوأد) - والتي أشار إليها القرآن الكريم مرارًا- من أقبح جرائم وعادات عصر جاهلية ما قبل اﻹسلام.
يقول المفسرون: كانت المرأة في الجاهلية إذا ما حان وقت ولادتها، حفرت حفرة وقعدت على رأسها، فإن ولدت بنتًا رمت بها في الحفرة، و إن ولدت غلامًا حبسته.
لو أمعنا النظر في أسلوب كلام اﻵية، لرأينا أن السؤال سيوجه يوم القيامة إلى الموءودة دون الوائد على الذنب الذي قتلت من أجله، وكأن القاتل لا قيمة له حتى يسأل عن قباحة جريمته، باﻹضافة إلى الاكتفاء بشهادة الموءودة ﻹثبات جريمة الوائد عليه.. فالموؤودة تعامل يوم القيامة باعتبارها إنسان محترم له حقوقه، والوائد مهمل مهان.
بإمكاننا أن نستشف مدى اهتمام اﻹسلام بالمرأة وبالدم اﻹنساني (خصوصًا دم اﻷبرياء)، من خلال اهتمام الباري جل شأنه بمسألة وأد البنات، ويكفي القرآن الكريم دلالة على أن قدم ذكر بحث مسألة الوأد في محكمة العدل اﻹلهي يوم القيامة على مسألة نشر صحف اﻷعمال وبقية المسائل اﻷخرى، لما فيها من قباحة وشناعة في حق المرأة كإنسانة لها حق الحياة كما للرجل من حق.
[اﻷمثل في تفسير كتاب الله المنزل/سورة التكوير]
إن كان اﻹسلام ذكر هذه الحادثة ليطلعنا على أهمية المرأة، فهل من الممكن أن يسلب منها حقوقها كما تدعي بعض الجمعيات.
وهنا نكون قد كشفنا من خلال القرآن الكريم كيف كرم الله المرأة وأعطاها الحق بأن تحيى في الدنيا كما أعطى هذا الحق للرجل.
وسنكشف إن شاء الله عن حقوقها التي كرمها بها اﻹسلام.
انتظرونا، يتبع..