نحن الشباب - العمل التطوعي |5|
العمل التطوعي
|5|
إذا ما بحثنا في السنّة النبوية الشريفة، فنجد أنّ الأعمال التطوعية الخيرية هي من عوامل الجذب في هذه الشخصية قبل البعثة وبعدها.. ففي مكة، ومن أجمل مصاديق التطوع كانت مشاركة الرسول صلى الله عليه وآله في بناء الكعبة ووضع الحجر الأسود.. وبعد البعثة كان النبي يبادر إلى إغاثة الملهوف وإعانة الضعيف والبذل في سبيل الله.
وكذلك فإنّ سِيَر الأئمة عليهم السلام كانت حافلة بهذه الأعمال الجميلة والمستحبة، فتصدُّق الإمام علي عليه السلام بالخاتم مثال، وكرم الإمام الحسن عليه السلام لا يخفى على أحد، وكذلك الحال مع الأئمة الأطهار من ولد الحسين عليه السلام.
أما أبو عبد الله الحسين عليه السلام فكان بكربلائه وبذله وعطائه تجليًا عمليًا للآية الكريمة "..أو إصلاح بين الناس.." النساء114، وللحديث الشريف "صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصوم"، الكافي/ج7.
فالإمام عليه السلام تطوّع بنفسه ودمه وعياله وأصحابه وأطفاله لا لشيء إلا لـ "خرجتُ لطلب الإصلاح في أمة جدي".
فالحسين هنا بذل وتطوّع بأقصى ما يمكن التطوع به من أجل دين وآخرة الناس، ومن أجل دنيا كريمة يحياها الناس بشرف وعزّ.
وإن تبادر لذهننا كيف تكون شهادة الإمام الحسين عليه السلام عملاً تطوّعياً، نقول إنّ الحسين بادر لإعانة الناس وإغاثتهم في أهم الأمور وهو الدين، فنحن قد نشفق على فقير أو مكروب أو محتاج، ولكن الأَولى بنا أن نشفق على الإنسان البعيد عن الدين فنحاول هدايته..
وهذا ما فعله الإمام الحسين عليه السلام حيث تطوّع بدمه وروحه ليحافظ على الدين.
وهذا ما يقوم به اليوم المجاهدون للتمهيد لدولة الحق الإلهي عملاً بالمقولة المشهورة لمحقق حلم الأنبياء الإمام الخميني قدس سره: "من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم" ، وبمقولة سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي رضوان الله عليه: "سنخدمكم بأشفار عيوننا"، كل ذلك ليس لشيء إلا ابتغاء مرضاة الله وخدمة عياله.
والسؤال الذي يتبادر لذهننا بعد هذا العرض لأهمية العمل التطوعي في الإسلام.
ما هي فوائد العمل التطوعي؟
وكيف يساعد على تنمية المجتع وإصلاحه؟
وكيف ننشر هذا المفهوم بين الشباب والجيل الصاعد؟