مجتمع - القدوة نور الحق |1|
القدوة نور الحق
|1|
أهمية القدوة في حياة الشاب
معنى القدوة
القدوة أو الأسوة ما يتأسى به، أي يتعزى به فيقتدي به في جميـع أحواله، ويتخذه مثلاً أعلى ونموذجاً له في كافة حركاته وأقواله ومواقفه.
أهمية ودور القدوة في الإسلام
إن القدوة الحسنة ومن خلال ما تثيره في النفوس من إعجابٍ وانبهار فإنها تخلق في نفوس الآخرين دوافع التقليد والتشبه بالشخص القدوة وبلوغ المقام الأسمى في الحياة.
وتشكل القدوة حافزاً عند الآخرين وقناعة بأن بلوغ هذه الفضائل أمرٌ ممكنٌ، فهي تربية صامتة لها آثار تفوق الكلام.
ولقد تحدثت آيات القرآن الكريم والروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام حول القدوة وأهميتها ودورها ومن جملة ذلك ما ورد في القرآن الكريم: ﴿لَقَدْ كانَ لَكُمْ في رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثيراً﴾. )الأحزاب/21.
فقد حث الله سبحانه الأمة على الاقتداء بالنبي الأكرم صلى الله عليه وآله لما يشكل من قيمة في حياتهم على المستوى السلوكي والفكري.
لقد أعطى الإسلام أهمية كبيرة وواضحة للقدوة وبالأخص القدوة الحسنة لما تمثله على مستوى تقريب الأفراد من الغاية أو الهدف وهو القرب من الله تعالى.
وكذلك فان للقدوة أهمية واضحة على مستوى الحركة الاجتماعية والتربوية، لأن الوصول إلى بناء مجتمع سليم يقوم على أساس المبادئ والقيم والأفكار التي من شأنها السمو إلى أعلى المستويات يقتضي وجود قدوة يتبعها الأفراد وتشكل نموذجًا فريداً وهاماً، ولها تأثير قوي جداً في النفوس.
أهمية القدوة في حياة الشاب
وتزداد أهمية القدوة في مرحلة الشباب لحساسيتها وخطورتها، حيث يعتبر الشباب من مصادر القوة الاستراتيجية في أي مجتمع، يحرص على تعزيزها، وعلى عدم التفريط بها أو خسارتها.
ففي هذه المرحلة العمرية قد تفتح الكثير من الدروب والطرق التي تؤدي إلى الانحراف والابتعاد عن السلوك الديني فيما إذا كانت حياة الشاب بعيدة عن الرقابة الذاتية ورقابة الأهل أو مؤسسات المجتمع. وذلك بسبب ثأثير الثورة التكنولوجية ووسائل التواصل التي يشهدها العالم اليوم حيث تدفع الشباب إلى تقليد الآخرين والتشبه بهم
والتأثر بأنماط حياة الشباب في الغرب، فتزرع فيهم القيم والمفاهيم الضالة والباطلة.
لهذا يحتاج الشاب دائماً إلى الاهتمام والمتابعة والرعاية من جهة، وإلى التعلق والارتباط بالنموذج السوي والأسوة والقدوة الحسنة، لتكون له في الحياة مرشدًا وهاديًا تضيء له دروب الخير، وترفعه إلى مستويات الصفاء والطهارة والرقي، فتجعله في مصاف الأخيار والصالحين، ويصل من خلالها إلى شاطئ الرضا والرضوان.