مجتمع - رسائل عاطفية |6|
مجتمعنا
رسائل عاطفية
|6|
خطيبي الرحيم ..
ما أروع وما أعمق ما طرحت. نعم.. فالحياة المادية في عالم اليوم والتي تُشبع الشهوات والغرائز بنسبة كبيرة لم يسبق أن وصلت إليه المجتمعات البشرية من ذي قبل، قد قضت على الكثير من القيم التي لا يمكن لهذا البناء المحبب لله أن يقوم دونها، ومنها الإيثار .
وقد ذكَّرتني رسالتك بكلام قرأته للمفكر الشهيد مطهري: "إن الزواج يُعد أول خطوة في العبور من الذات إلى الغير، ومن الأنانية وحب الأنا إلى حب الآخر. فقبل الزواج كانت "الأنا" فقط، ولم يكن معها شيء، كل شيء لها وملكها، ثم تأتي مرحلة أولى لهدم جدار الأنانية هذا، فيأتي موجود آخر ليستقر جنبًا إلى جنب مع "الأنا" ويصبح له معنى، ويعمل لأجله ولأجل خدمته، ويقدم له الغالي والنفيس، ليس "الأنا" بل "الهو" في إطار الزواج، ثم في مرحلة تالية يأتي الأولاد فيأتي "هو" و"هو" و"هو"، وهذه كلها خطوات في كسر الإنية الذاتية والخروج من حالة حب الذات إلى حب الآخر، فيصبح "هو" موضع اهتمام ومحبة "الأنا".
فهل هذا المخاض التي تمر به النفس سهل يسير؟
وهل يتطلب من الزوجين وعي لمدى تجذر الأنا في نفسيهما؟
وما مدى لزوم مجاهدتها للانتقال بها نحو حب الآخر؟
وهل أن في الزواج ما يكسر كل تلك الحواجز والصعوبات ويسهل للإنسان سيره نحو الكمال؟
بانتظار المزيد من رسائلك عزيزي..