مجتمع
مجتمع - واقعٌ وحدود |6|
الإختلاط
واقعٌ وحدود
|6|
حفلات الأعراس المختلطة
أنتِ الليلة مدعوةٌ إلى حفل زفاف قريبِك. كيف ستجهزين نفسكِ للمناسبة؟ لا شك أنك سترتدين أفضل الملابس، وستتعطرين بأفخر العطورات، وستتزينين بأجمل الحليّ!
لقد وصلتِ الآن إلى صالة العرس، ويا للمفاجأة! كيف لم يخبركِ أحد أنه حفل مختلط!
ماذا ستفعلين الآن؟ هل ستعودين إلى البيت لتبديل أزيائك؟ أم ستهرعين إلى أقرب غرفة لنزع الزينة ومساحيق التجميل؟
حسنًا، ها هما العروسان وبعد طول انتظار، يصلان الحفل. ولكن ما إن خرجت العروس من السيارة وكل العيون تترقب طلّتها، حتى تهامس الحاضرون: أين فستانها الأبيض البراق!! وأين طرحتها الطويلة!
هكذا هي إذًا، أعرافنا وتقاليدنا الإجتماعية الشائعة، تصعّب كثيرًا مهمة الإلتزام بالأحكام الشرعية في حفل زفاف مختلط.
ولكن الإسلام كان له رأيٌ آخر في هذا الخصوص، حيث ورد عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله): "من طلب مرضاة الناس بما يسخط الله كان حامده من الناس ذامًّا، ومن آثر طاعة الله بغضب الناس كفاه الله عداوة كل عدوّ، وحسد كل حاسدٍ، وبغي كل باغٍ، وكان الله عز وجل له ناصراً وظهيراً". (الكافي، ج5) .
الإشكالات الشرعية الخاصة بالأعراس المختلطة:
1. التزين ولفت الأنظار: على مستوى اللباس والتعطر والتزين بمساحيق التجميل وأدوات الزينة المختلفة، بدءًا من العروس بشكل خاص ومرورًا بكافة المَدعوّات.
2. الأجواء الإحتفالية والموسيقية وتأثيرها على نفوس الحاضرين رجالًا، وتفاعل الجمهور معها بطريقة مثيرة ومُفسدة.
3. رقص العروسين معًا أمام أنظار الحاضرين، وإن كان بالتمايل فقط، فهو غير جائز قطعًا.
4. إلتقاط الصور التذكارية بوضعيات غير مناسبة للعروسين في جوّ مختلط كذلك هو موضع ريبة وشبهة.
5. الدبكة الخاصة للرجال أمام أنظار النساء له نفس حكم الرقص، عندما يتم بصورة مثيرة أو مما يترتب عليه الفساد فهو حرام. [ورقص أو دبكة النساء غير جائزة بكل الأحوال أمام الرجال].
6. المساهمة في الترويج لهكذا أعراس حافلة بالمحرمات، وهو من أخطر النقاط المذكورة.
فمن باب الحرص على أن لا يتحول هذا البناء الإجتماعي الأحب إلى الله، إلى مناسبة لارتكاب المعصية والحرمان من بركاته وعنايته تعالى، ينبغي على الزوجين مراعاة أدق التفاصيل الشرعية في الزفاف المختلط، أو الإستعاضة عنه بحفلٍ خاص بالنساء.
