مجتمع - الإختلاط واقعٌ وحدود |7|
الإختلاط
واقعٌ وحدود
|7|
رومانسية الغرب في بلادي
إنهم هنا جانبي على الطاولة المستديرة، شابّين يافعين جالسَين كلٌّ بقرب حبيبته، طبعًا فجلوس الذكور معًا بشكل منفصل عن الإناث صار بعرفهم شذوذًا!
لديهم فنُّهم الخاص في تدخين السجائر، التي لا تغادر شفاههم مطلقًا. وأحدهم يبدو رومانسيًّا أكثر من اللزوم، إذ لا يقبل إلا أن يُطعم فتاته بيده!
لكن مهلًا، إنهم يتكلمون العربية بلهجتها المحلية، وعباراتهم قد مرّت أمام مرآي مرارًا على أسوار الأتوسترادات. إذًا فأنا لستُ أمام مسلسل مكسيكي كما بدا لي!
دعونا نرتدي نظارة كشف الحقائق ونجوب أروقة المجتمعات شرقًا وغربًا، لنلحظ تفاوت مشاهد الإختلاط. ولنجري تقييمنا بمقارنةٍ بين المجتمعات المتحررة والمحافظة.
أنتم أيها الغربيون المُتعالون.. أرونا ماذا فعلت العلاقات المتفلّتة بكم! كيف أثّرَت على قيمكم وسلوككم؟ وكيف مسَحت كل فضيلة من حياتكم!
على المستوى الفردي
1- ضعف الشهامة والغيرة: بسبب كثرة العلاقات هنا وهناك، وصولًا إلى مرحلة أن تصبح كل الأمور مباحة فلا يقف عندها أب أو أخ أو زوج!
2- انعدام العفة والحياء: فمشاهد الإثارة المختلفة كفيلة بالقضاء عليها، إن كان في الجانب المباشر من خلال لباس النساء وطريقة تعاملهم مع الرجال، أو غير المباشر مثل استغلال الجنس الأنثوي في الأعمال التسويقية والإعلانات..
3- تذويب الإندفاع والهمة والإرادة: من خلال إفراغ طاقات الشباب في حفلات اللهو وفي توفير المغريات والملذات بكثرة بين الجنسين، باللمس أو النظر أو الكلام أو العلاقات المحرّمة.
"هل بإمكان شاب مستغرق في شهر العسل أن يواجه أوضاع المجتمع ويشكل معارضة ضد الحكومة مثلا؟ فإذا مددوا شهر العسل للشباب الغربيين إلى عشرات السنين وبقدر ما استطاعت أجسادهم، هل تبقى لديهم قوة وشهامة وجدارة ليطرح سؤالا سياسيا؟!"، (سماحة الشيخ بناهيان).
على المستوى الجماعي
● ربما سمعتم عن سلسلة التحركات النسوية الغربية (MeToo#) الهادفة لتحقيق مجموعة مطالب للمرأة. ولكن أليست كل حقوقها متوفرة هناك؟ وهل ما زال ينقصها شيء لتطالب به؟
أجل، تنقصها الكرامة والإحترام والنظرة الإنسانية، وهذه أبرز مساوئ الإختلاط غير المنضبط.
● وهناك أيضًا حراكٌ مشابه، لرفض تعديل التشريعات التي تسمح بالإجهاض! فمن المؤكد لو أن هذه الحالات كانت محصورة بأعداد قليلة، لما احتاج الأمر إلى قانون، إلا أن الإحصاءات تشير إلى أرقام مخيفة تتجاوز الخمسين بالمئة (50%) من الولادات خارج الزواج في كثير من بلدان أميركا الجنوبية وأوروبا.
● تراجع مستوى الأمن الإجتماعي، وبخاصة الجرائم المتعلقة بالإغتصاب وتبعاتها من قتل أو خطف.
● ظهور بدع مرفوضة كمسألة المثلية، نتيجة تخمة العلاقات.