مجتمع - تربيتنا أريد أن آمر بالمعروف |1|
تربيتنا
أريد أن آمر بالمعروف
|1|
في رسالة الإمام الحسين عليه السلام إلى أخيه محمَّد بن الحنفيّة تحدّث عن أسباب نهضته قائلاً: "إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً، ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنّما خرجتُ لطلب الإصلاح في أمّة جدّي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدّي وأبي عليّ بن أبي طالب عليه السلام ".
كيف نحقق القدرة على التأثير؟ وما هي المهارات المساعدة على تعديل السلوك؟
من بوابة تربوية نطرق اليوم باب إحياء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لنشكل معًا طاقة مجتمعية قادرة على التغيير نحو الأفضل.
ألم يكن احتمال التأثير أحد أهم شروط إقامة هذه الفريضة؟
فماذا نفعل إذا كنا لا نحتمل التأثير، أو إذا لا سمح الله توقعنا أن تنقلب النتائج بشكل معاكس؟
خاصة وأن التخاطب فضلاً عن التأثير بات أكثر صعوبة وتعقيدًا في مجتمع عالم اليوم.
فماذا نحن فاعلون؟
ونحن اليوم أقرب من أي وقت مضى إلى لزوم تحقق الهدف الإلهيّ من خلق الإنسان أي الكمال، (كمال الفرد وكمال المجتمع وقافلة البشرية) وهل يتحقق بغير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
لكن، أدعوكم أعزائي لأن نقلب المشهد معًا ونرى الأمور بصورة معاكسة، ألم يحمل عالم اليوم الذي نتهمه بأنه أضاف الكثير من التعقيد على أساليب التخاطب والتأثير علومًا ومهارات بات تحصيلها متيسرًا بل وضروريًا لأبناء عالم اليوم؟
نعم نحن أبناء اليوم ولكل زمان رجال، يجب أن نستفيد من مزايا هذا الزمان لنحقق وعد الله بأبهى صوره.
ونقول مع إمامنا.. نعم أريد أن آمر بالمعروف متيقنًا من النتائج وبأننا معًا قادرون أن نؤثر ونعدل سلوكنا وسلوك الجميع نحو صراط الله.
نعم، إن النظم التربوية قد تجددت وتطورت معها أساليب التدريب والتعليم والتعامل مع أنماط الشخصيات وفهم الخصائص النفسية للأفراد، أفلا تتطور معها أساليب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟، آخذة بعين الإعتبار:
1-مهارات التأثير بالآخرين (الأقربين، الصغار).
2- مهارات التواصل الفعال.
3- فهم الخصائص العمرية لكل مرحلة (طفولة، مراهقة، رشد) لإختيار أسلوب التوجيه الأمثل
4- مراعاة الفوارق الفردية للأفراد من ناحية المستوى التعليمي والبيئة الإجتماعية.
5- مراعاة الفروقات الفردية بين الرجل والمرأة وما هي العبارات التي تتناسب وكلا الجنسين.
6- مهارات تدعيم فطرة حب الخير ونبذ الأذى.
7- تقنيات التحفيز
8- مهارات استخدام لغة الجسد.
معًا يدًا بيد، لتحقيق وعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم حينما قال: "لا تزال أمتي بخير، ما أمروا بالمعروف، ونهوا عن المنكر، وتعاونوا على البرّ، فإذا لم يفعلوا ذلك، نزعت منهم البركات.."، وسائل الشيعة ج16.