مجتمع - الأسرة |5|

الأسرة
|5|
العودة بالزمن إلى الوراء 

لنعود بالزمن إلى ما قبل مائة عام مثلاً ، نلاحظ أن نمط حياتنا الآن أفضل بكثير من نمط حياتهم في الماضي، حيث ينعم الأولاد الآن بالرفاهية بينما كان أسلوب الضرب هو السائد ورغم ذلك لم يكن يوجد أولاد متأزمين نفسيًا بل كان الولد يتشارك مع رفاقه ضاحكًا حتى في أوجع الأمور والتي لم تترك أي آثار نفسية عليه وحريٌ بنا أن نسأل لماذا ؟ 

في عصرنا الحالي، اذا رفعت الأم صوتها قليلاً على الولد نراه يحبس نفسه في غرفته باكياً ويشكو من أن أحداً لا يحبه ويصير بحاجة الى أخصائي نفسي..
وأيضاً يجب أن نسأل لماذا؟ 
وفي جانب آخر نرى الرجال أكثر تفهماً من قبل مائة عام ونلاحظ أن النساء لديهن حرية أكثر من قبل والأولاد يأخذون كامل حقوقهم ومع ذلك ليس من بيت خالٍ من مشكلة نفسية. 

نحن في حالة فهم خاطىء للأحداث، ففي المجتمعات القديمة كان يوجد أعزاء نشكي لهم همومنا ونتشارك معها في أفراحنا وأتراحنا مهما كانت الظروف وكان المرء يجد من يستمع إليه وينصحه ويرشده.
أما الآن وبسبب الأنماط الغربية في التفكير حيث أصبح صديقنا وعزيزنا هو الهاتف المحمول نشكي إليه همومنا ونلقي النكات معه ونضحك لوحدنا معه.
هذه العلاقة التي تتشكل مع المواد سرعان ما تجعل التفكك الأسري هو النتيجة الحتمية ناهيك عن الحرمان العاطفي والأمراض النفسية. 
يتبع..