مجتمع - على بصيرة أنا ومن اتبعني |4|
مجتمعنا
على بصيرة أنا ومن اتبعني
|4|
كلمة حق يراد بها باطل
نحن نعيش في زمن كثر فيه الفساد وتصاعدت الأصوات المنددة بالفساد، هذه الأصوات قد تكون من أصحاب رسالة ونقد وإرشاد في المجتمع، وهم يرفعون لواء محاربة الفساد المالي وغيره، فكيف نعرف من هم أصحاب البصائر؟ خصوصاً أن الله يريدنا أن نواجه الفساد.
متى تتم المواجهة؟ وكيف تتم المواجهة؟
قد يكون الصراع بين أبناء الوطن الواحد والكل يرفع كلمة الحق فكيف نعرف إذا كانت هذه الكلمة صادرة عن أصحاب البصائر أم أنها كلمة حق يراد بها باطل؟ إذ إن المعيار أن تكون الكلمة نابعة من البصيرة وليس المعيار أن تكون كلمة حق.
ينبغي أخذ الموقف الحاسم تجاه القضايا والأحداث وعدم الوقوع في تشويشات العدو المانعة للرؤية الصحيحة، لأن خلق الشك والريبة والتردد وسوء التشخيص من أهم وظائف وغايات الحرب الناعمة المرتكزة على زعزعة الإيمان والثقة بالأفكار والمواقف والشخصيات والرموز، وإرباك الخصم في صراعات وانشغالات جانبية تؤدي إلى تخريب منظومة العلاقات بين أركانه، وتعطل الطاقات والبرامج وتوقف أي تحرك بمواجهة العدو، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى مستوى من التشتت والتآكل والانهيار والسقوط التدريجي، هذا ما تحدث عنه سماحة القائد أعزّه المولى عندما شبّه الحرب الناعمة بأنّها إثارة الغبار في الجو السياسي للبلد.
الفاقد للبصيرة يحارب جبهة الحق، ويستخدم سلاح يسرّ أعداء أهل الحق الذين سرعان ما يدعمون المطالبين بالأموال والعِدد والعتاد، ويطلبون منهم الاستمرار في ما يقومون به ويقولون لهم نحن وراءكم نسمع ونرى.
الفاقد للبصيرة يرمي جبهة الحق مع علمه أنها جبهة آمنة لا تهدد ولا توقف ولا تكم الأفواه ولا تغلق أبواب الرزق ولا ترمي الناس في السجون ، فمن وظائف الحرب الناعمة، أنها تخلط الحق بالباطل وترفع شعارات إصلاحية وعقلانية وتصل إلى قيام العدو بادعاء مد يد التعاون، وهذا ما يضيع البوصلة الصحيحة للأحداث والقضايا لدى بعض من لم يستوعب الدرس بعد ولم يفهم أن لعبة الحرب الناعمة والسياسات الدولية في عالم تكنولوجيا الاتصال والإعلام وعصر الانفجار المعلوماتي أصبحت تقوم على معادلة الإقناع الإعلامي وهو غير الإقناع البرهاني والشرعي فالمنتصر والقوي هو من تفوز روايته للأحداث بصرف النظر عن حقيقة الأحداث.
ويمكن أن نضرب من باب المثال حجم التضليل والخداع الذي واكب أحداث سوريا؟ وهذا كله من طرق وأساليب الحرب الناعمة.
حتى نعرف اذا كنا مضللين أو أصحاب بصائر، اذا أصبح مطلبنا المحق يخدم أعداء الحق ويحارب أهل الحق، علينا أن نتحلى بالبصيرة التي تصوب مسارنا فلا نرضى أن نكون أبواقاً لأعداء الحق ولا نقبل أن يساندنا أعداء الحق بالمال وكل الوسائل الداعمة الأخرى، وقد أكد سماحة السيد القائد على أهمية البصيرة في مواجهة هذا الموقف وكرر ذكر هذه العبارة عشرات المرات في خطاباته وكلماته، وشرح لمضمون هذه البصيرة بأنها "بمثابة سراج يضيء الطريق في جنح الليل وبوصلة تقود إلى المسار الصحيح للتحرك باتجاه الهدف في صحاري الحيرة" وقال في مجال آخر "ينبغي علينا أن نفتح أعيننا وألا نمر على الأحداث مرور الكرام كي نحقق البصيرة في ضوء التأمل والتدبر والتقييم الصحيح للأحداث والقضايا" .
ومن هنا وجدنا سماحته يتساءل في خضم معركة وفتنة الانتخابات الرئاسية العام 2009: هل سرور العدو أمام حصول هذه الفتنة من قبيل الصدفة؟ ألا ينبغي أن يلاحظ هؤلاء مدى فرح العدو وسروره من تصرفاتهم وأخطائهم وفي خطبة ثانية قال "إن القائمين على هذه الفتنة سواء علم قادتها أم لا...فإن تحركاتهم بعثت الأمل في نفوس الأعداء.
يتبع..