مجتمع - الوعي الاقتصادي ودوره في الأزمات

الوعي الاقتصادي ودوره في الأزمات

إن التوعية المالية والاقتصادية هي موضوع في غاية الأهمية، وهي جزء لا يتجزأ من منظومة الوعي التي يحتاجها المجتمع برمّته، والتي لا غنى عنها لمواجهة الحياة، وخوض غمارها بقوة وشجاعة. 

عن أبي الحسن عليه السلام: "في قول الله عزّ وجلّ: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا﴾ قال: القوام هو المعروف، على الموسع قدره، وعلى المقتر قدره على قدر عياله ومؤنته التي هي صلاح له ولهم، ﴿لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا﴾" - وسائل الشيعة - الحر العاملي/ ج 21.

فالتوعية المالية والاقتصادية تتركز في إيجاد جيل واع اقتصاديًا وماليًا يعتمد على نفسه محاربٌ للتبذير والإسراف ويسعى نحو العمل والكسب والاعتماد على الذات. 

ولأن الاقتصاد هو عصب الحياة وقوامها ولا يمكن أن تكون هناك حياة بدون اقتصاد ولا يمكن أن نكون أمة قوية أو مجتمعًا قويًا بدون أن يكون عندنا اقتصاد، قوي نجد الإمام السيد الخامنئي يوجّه كلامه للنخب عن أهمية الاقتصاد المقاوم قائلًا: إنّ مجموعة سياسات الاقتصاد المقاوم هي نموذج محليّ وعلميّ مستخرَج من ثقافتنا الثوريّة الإسلاميّة؛ متناسب مع أوضاعنا الحاليّة والمستقبليّة.

لذا، لا بد أن ننهض جميعًا لمواجهة أزماتنا بتوجيه عام نبدأ به من الأسرة التي بدورها تتولى واجب التربية الاقتصادية والتوعية المالية، ثم ننطلق إلى المدرسة والجامعة لإكساب الطلاب المعلومات والمهارات التي تعينهم في مستقبل أيامهم وليحققوا النجاح والعصامية في حياتهم، وكذلك في المؤسسات كافة ليتكامل النموذج المجتمعي بوعي شامل للدور المنوط بكل فرد في مواجهة الأزمات وإدارتها.