مجتمع - كونوا أحرارا |3|
كونوا أحرارا
|3|
ماهيّةُ الحريّة الإنسانيّة:
يشير مفهوم الحريّة الإنسانيّة في جانبٍ من جوانبهِ إلى: تمتّع الفرد بكامل الحقوق والواجبات المدنيّة والاجتماعيّة المتعاقد عليها بين المواطنين أنفسِهِم عبر هيئاتِهِم وممثّليهم المنتخبين ديمقراطيّاً، بما في ذلك التّشريعات والقوانين الّتي يضعها نوّاب الشّعب للدّولة.
فخضوع المرء للقوانين المتعاقد عليها مدنيّاً لا يعني خضوعاً قسريّاً لسلطةٍ خارجيّة عنه، إنّمّا خضوعٌ حرٌّ لذاته المدرِكَة الواعية، باعتباره عنصراً مشاركاً فيها، من هنا تفتقدُ الحريّة المطلقة للفرد في إطارها الاجتماعيّ للمشروعيّة النظريّة والعمليّة معاً. لعلّة التعارض الحاصل بين الفردي والاجتماعيّ.
• فالحريّة المنفلتةُ من عقالها الإنسانيّ والأخلاقيّ شرٌ ينبغي محاربته، أمّا الحريّة الإنسانيّة الّتي تصون كرامة الفرد، وتحافظُ على مكانته الاجتماعيّة والأخلاقيّة، جديرة بالكفاح في سبيلها، هذه الحريّة حرّةٌ من الانفلات والفوضى، ومن عبوديّة الإنسان للإنسان والطّبيعة في الوقت نفسه، حريّة ليست ميكانيكيّة، إنّما حريّة إراديّة واعية، تحدّد أهدافها، ووجهة سيرها بدقّة متناهية، بعدما عاشت لحظاتٍ من الفوضى التّلقائيّة العارمة.
نعم! إنّها شعورٌ إنسانيٌّ بمعنى الحياة، تخضعُ لسلطة الإنسان، يتحكّم بها، يحدّد ماهيّتها ومواصفاتها، تماماً كالحريّة الطّبيعيّة الخاضعة للقوانين الطّبيعيّة للطّبيعةِ ذاتها، مع الأخذ بالحسبان، الفارق النّوعيّ بينهما.
فمن أقوال الإمام الخميني (قدس سره) عن الحرية:
الحرية مطلب إنساني ينسجم مع الفطرة السليمة، فيسعى الإنسان أن يكون حرّاً وغير مأسور في مختلف الميادين، المعنوية، الاجتماعية، والطبيعية وغيرها..
يتبع..️