مجتمع - الإعلام بين الدور والهوية (11)
الإعلام بين الدور والهوية
(11)
نحو إعلامٍ رساليّ
لقد آن الأوان لإعلامنا أن يتخلص من عقلية ردة الفعل والتكتيك ودفع الظلم وينتقل إلى تأسيس وتصميم النماذج والإستراتيجيات الإعلامية التي تضرب خطط العدو وتثبت أسس الإرتكاز المعنوي والنفسي لدى الناس وتحافظ على الكيان الفكري والهوية الإسلامية.
وها هي الوسائل الإعلامية الحديثة المعتمدة على ثورة العالم الرقمي قد أتاحت الفرصة لجميع البشر بأن يُسمعوا صوتهم للعالم أجمع.
ولكي تؤتِ هذه الفرصة ثمارها، يجب الإستفادة منها بشكل بنّاء عبر إنتاجٍ إعلاميّ بمستوى ثقافة أمّتنا وثوابتها وتطلعاتها..
وهذا الهدف لا يتحقق إلا عن طريق توحيد الجهود واستثمار الطاقات في قالبٍ مؤسساتيّ ذي رؤية وأهداف ومضامين نوعية وجذابة ومغايرة لكل الأنماط الغربية السائدة والقائمة على الخداع والتضليل والتشويش الذهني والتشتت!
فصناعة الإعلام الرسالي إنما يتّكئ على عاملين أساسيين لنجاحه:
- المحتوى
- الأسلوب
المحتوى: مجموعة القيم والمفاهيم الثقافية والدينية والأخلاقية والوطنية، أبرزها:
الإرتباط الدائم بالخالق عز وجل، تعزيز الروح الثورية وروح العمل وبذل الجهد والنشاط والتضحية وحب الوطن والتكافل والمحبة والإرادة والعزم والأمانة والإبداع وثقافة الأمل بالمستقبل وتأسيس حكومة العدالة الإلهية ومجتمع التمهيد.
الأسلوب: إعتماد آخر وأهم الإبتكارات في عالم الإنتاج الفني مع التأكيد على الأصالة وعدم التقليد، وذلك من أجل إيصال كل المفاهيم المذكورة بطريقة غير مباشرة وبعيدة عن الجمود والتلقين.