مجتمع - حقي وواجبي |4|
مجتمعنا
حقي وواجبي
|4|
حقوق الجار في الإسلام:
وضع الإمام علي بن الحسين عليه السلام في رسالة الحقوق منهجا شاملا للتعامل مع الجيران، مؤكدا فيه على تعميق أواصر الإخوة والإيثار، وصولا إلى تحقيق أسمى درجات التكامل فقال عليه السلام:
١- نصرته ومعونته:《أما حق الجار: فحفظه غائبا، وكرامته شاهدا، ونصرته ومعونته في الحالين جميعا...》وذلك بحفظ بيته وماله وأسراره، وحفظ غيبته في المجالس التي تنعقد بين الجيران والأصحاب، أما في حالة حضوره له الاحترام وحسن المعاملة ولطافة الملاقاة، وهذه هي آداب الإسلام العامة في العلاقة مع الناس، وهي أكيد في العلاقة مع الجار، لأنها تعبر عن رعاية كرامة الجار لجاره.
٢- ستر العورات والعثرات:《لا تتبع له عورة، ولا تبحث له عن سوأة لتعرفها، فإن عرفتها منه غير إرادة منك ولا تكلف، كنت لما علمت حصنا حصينا وسترا ستيرا، لو بحثت الأسنة عنه ضميرا لم تتصل إليه لانطوائه عليه..》.
٣- المعاشرة الكريمة:《لا تستمع عليه من حيث لا يعلم》 فهذا تجسس محرم، وعليك أن تحفظ رغبة جارك في عدم اطلاعك على أسراره، فلو أراد اطلاعك لفعل.
٤- 《لا تسلمه عند شديدة》 لأنه بحاجة إلى مساعدتك ومساندتك ونصرتك، فكن إلى جانبه بقدر استطاعتك، فسيترك موقفك أثرا كبيرا في نفسه بوقوفك معه عند الشدائد.
٥- 《ولا تحسده عند النعمة》 اطلب من الله أن يعطيك من دون أن تتمنى حرمانه مما أعطاه الله تعالى.
٦- 《تقيل عثرته وتغفر زلته》 كل بني آدم خطاء، لذا كن رحيما بجارك يرحمك الله تعالى، فأقل عثرته إذا تعثر وكن سندا له في ذلك، واغفر زلته إذا أخطأ وأساء، وأعطه الفرصة ليتعظ ويعود إلى رشده، وإلا لن تبقى علاقة بين اثنين إذا حاسب أحدهما الآخر وعاداه على كل خطأ يرتكبه.
٧- 《ولا تدخر حلمك عنه إذا جهل عليك》 فإن بإمكانك استيعابه بحلمك، ويمكن أن تخسر علاقتك معه بغضبك عليه، ولو كان مسؤولا بسبب تصرفه الجاهل، فله عليك أن تعينه على نفسه، وأن تكون حليما عند الغضب.
٨- 《ولا تخرج أن تكون سلما له》 بحيث يشعر بالاطمئنان معك، لشعوره بالسلام بجانبك، في حضوره وغيابه.
٩- 《ترد عنه لسان الشتيمة》 فلا ترضى أن يشتم بحضرتك، 《وتبطل فيه كيد حامل النصيحة》 فلا ترضى أن تكون النصيحة سببا للكيد والضرر والأذية، 《وتعاشره معاشرة كريمة》 فتكون علاقتك معه مطبوعة بالعشرة الحسنة وهي خلاصة السلوك العام المأمول من الجار مع جاره.
١٠- مواساته: تعتبر المواساة من ركائز المجتمع الإسلامي التي توثق عرى العلاقات بين أفراده، ولذا أكدت الروايات على أهمية المواساة، ولا سيما بين الجيران، فمن حق الجار أن تفرح لفرحه إذا زوج ولدا أو أقام وليمة أو رزق بطفل، وكذا لا بد من أن تحزن لحزنه إذا فقد عزيزا أو حبيبا، ومن حقه أن تزوره إذا مرض لتخفف عنه الهم والألم.
١١- عدم البخل بالطعام: ومن حق الجار إذا طبخت أن ترسل له من الطعام. وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن نهدي الجار الفاكهة إذا أتينا بها إلى المنزل، وإن لم نستطع أن نهديه منها فلا بد أن ندخلها سرا حتى لا يرانا ويكون غير قادر على شرائها ونحترس من أن يرى أولاده أولادنا يأكلون منها.
وفي المقابل من واجب الجار أن يتعامل معك بالمثل.
سنقابل باختصار في الفقرة الأخيرة بإذن الله بين الحقوق والواجبات.
انتظرونا، يتبع..