مجتمع - ضياع الخصوصيّات على وسائل التواصل
ضياع الخصوصيّات
على وسائل التواصل
من المؤسف أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت مكانًا لعرض الخصوصيّات العائليّة والزوجيّة والعاطفيّة، أو الصور الشخصيّة.
وهذه الظاهرة موجودة عند فئةٍ مهمّةٍ من المتديّنين فضلًا عن غيرهم.
ويبرّر البعض هذه التصرّفات كونها تجعل الآخرين يشاركونهم فرحتهم وأحاسيسهم، لكن لهذه الظاهرة سلبياتٍ جمّةً، قد لا يلتفت إليها حتى بعض المتديّنين:
1- الخصوصيّات الزوجيّة أو العاطفيّة قيمتها بكونها محصورةً بين الشريكين، بذلك تحافظ على قدسيّتها وعفّتها،️ فالعجب كل العجب من الرجل الذي يرضى بأن يشاركه الرجال الآخرون النظر إلى زوجته أو حبيبته وهي في لباس الخطبة أو الزفاف أو في مشاهد عاطفية.. فهذا خلاف المروءة. إضافة إلى الوقوع بالحرام، الذي له الأولوية في الاهتمام.
2- لقد أعزّ الإسلام المرأة وزيّنها بزينة العفاف والستر، وأعطاها قيمة إنسانية أبعد بكثير من حدود النظرة المادية، فلماذا نرضى كمتديّنين، أن يكون الجمال والزينة القيمة المحوريّة لدى المرأة؟ وهي تحمل من الخصائص العقليّة والروحيّة ما يجعلها قيمةً معنويّةً لها مرتبتها العظيمة بين الخلق.
3- إن إظهار المرأة لنفسها (صور، فيديو..) على وسائل التواصل يرجع بنسبة كبيرة إلى حب الأنا، فهي تريد بذلك بأن يعتبرها الآخرون جميلةً، وتحصل على الإعجابات والقلوب الحمراء والورود.. مع أن ذلك لا يشبع رغبتها بالحصول على الكمال ولا يجعل صورتها كاملة أمام الآخرين، وقد يكون لهذه الإعجابات التي تحصل عليها تفسيرات أخرى متعددة لا مجال لبحثها.
4- وهل اهتمام الرجال أيضًا بعرض صورهم وتغييرها بين الحين والآخر، يخرج عن قاعدة حب الذات ونيل إعجاب الآخرين؟ وهل قيمة الإنسان عامة رجل كان أو امرأة في عقله أم في مظهره وصوره.
وأخيرًا، نتوجّه لأنفسنا وللآخرين، أن نقتدي بأهل البيت عليهم السلام، وبقادتنا ورموزنا، وأن لا نكون مقلدين لثقافة الغرب الفارغة، والتي تركز على الجسد وصورته، بينما إسلامنا يركّز على الروح وما أسماها من قيمة.