مجتمع - عالم شباب |1|
عالم شباب
|1|
هل يصبح المنكر معروفًا؟
من المميزات السيكولوجية الجميلة لعمر الشباب حبهم الدائم للتغيير وكسر جمود أنماط الحياة والعادات السائدة، إن كان على مستوى حياتهم الشخصية، أو على المستوى الاجتماعي العام.
فلا تكاد تنزل موضة جديدة إلا ونراهم أول من يجربها..
ولا تصدر تقنية حديثة إلا ويكونون هم أول من يطبقها..
وكذلك حين تعلو صيحات الثورة في البلاد، يسارعون لتبنيها وتأييدها..
ومع كون هذه الميزة أساسية ومطلوبة لتغيير كثير من الموروثات الخاطئة، وللخروج من النمطية السلبية أحيانًا.. ولكن لا بد هنا من سؤال جوهري نضعه برسم ذكاء الشباب ووعيهم!
هل تنطبق قاعدة الثورة والتغيير على كل شيء في عالمنا؟
وهل يجب أن تخضع كل عاداتنا ومفاهيمنا لهذا المبدأ؟
في مكان ما في هذا العالم، صدّق بعض الناس أن على قيم المجتمع وأخلاقياته أن تتغير وفقًا لما يراه هؤلاء من منافع خاصة!
فلم يعودوا يؤمنون بشيء اسمه "أخلاق" و"قيم" و"قواعد"، وأصبحوا شيئًا فشيئًا يعبدون مصلحتهم ويقدسون أهواءهم.
لدرجة أنهم اخترعوا وألفوا لها النظريات والفلسفات..
وفي لحظة مشؤومة، قرروا أنه على العالم كله تبنّي نظرياتهم وأفكارهم، فراحوا يروجون لها بوسائل شتى..
ولأن الشباب يعشقون التغيير والأفكار الجديدة، كان خطر التأثير عليهم مضاعفًا!
فإلى الشباب الممانع والعزيز..
التجديد الذي تتطلعون إليه جميل، وكذلك التطور والحداثة.
ولكن في المقلب الآخر، هناك مبادئ وثوابت لا يمكن أن تتبدل وتتغير بمرور الزمن..
فالحرام سيظل حرامًا..
والأخلاق والقيم الإسلامية (كالصدق والاحترام والعفة والحياء، والشهامة والغيرة والعنفوان وقدسية الأسرة وطاعة الوالدين..) كلها، ستبقى هي قواعد السلوك الإنساني السليم مهما تقدمت البشرية وتطورت.
يتبع..