www.tasneem-lb.net

مجتمع

مجتمع - الجفاف العاطفيّ بين الزوجين |1|

مجتمعنا
الجفاف العاطفيّ بين الزوجين

|1|

 المعالجة النفسية نسرين حسن نصر

"منذ أعوام وهو لا يلتفت لوجودي، يتجاهل حديثي، ولا يهتمّ لشؤون المنزل. لقد تعبت من القيام بكلّ شيء وحدي! وعلى الرغم من ذلك، يريد أن يرى ابتساماتي دوماً"، قالت ودموعها تسابقها.

" بتّ أشتاق لأسمع كلمة ودّ حين التعب، وبدل ذلك لا أسمع إلّا شكواها من الأولاد والجارات، وبعد ذلك تطالبني أن أكون عاطفيّاً"، قال بصوت مخنوق.

هذا نموذج لشكوى الأزواج التي تردنا يوميّاً إلى العيادة. كمختصّين في حلّ المشاكل الزوجيّة، نرى في هذه الشكوى عواطف كامنة عجزوا عن قولها، كما فشلوا في التقاطها من الآخر.
ولكن كيف تحوّل بيت الزوجيّة إلى مقرّ للصمت وللحزن؟


 

الزواج مودّة ورحمة
هذه التساؤلات كلّها يكمن جوابها في فهم ماهيّة الزواج حسب الدين الإسلاميّ، وأنّ عماد دوامه واستمراره "المودّة والرحمة"؛

فالمودّة تصطدم أحياناً بالواقع الذي يجتاحه الضعف البشريّ والحاجة إلى الراحة، في وقت احتاج فيه الطرف الآخر إلى العاطفة والحنان، فلا المتعَب أعطى المشتاق عاطفة، ولا المشتاق قدّر ظروف المتعب.

أمّا بالرحمة، فنتفهّم تقصير الآخر ونقدّر تعبه، ونخرج من إطار أنانيّة الحبّ لنصل لسموّ الانصهار الذي عبّر عنه القرآن الكريم بقوله تعالى: ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ﴾ (البقرة: 187).

وبدون الرحمة، سنرى الصدام يتطوّر لجفاف مدمّر يمكن اختصاره بحالة ركود، وملل، وتبلّد يشلّ الحياة العاطفيّة بين الزوجين، ثمّ يتحوّل إلى حالة صمت طويل بينهما، وغرق في الروتين، ويسود البرود في الأقوال والأفعال، فتخلو من مشاعر المودّة والحبّ التي من المفترض أن تكون بين الزوجين.
..يتبع

 موقع بقية الله.

 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد