كبار السن
|8|
كبارنا بركة الحياة
في ظل انشغال الأب والأم وانهماك الأولاد في دروسهم وألعابهم يقف المسن عاجزاً عن الاندماج في الأسرة كما كان من قبل، هل هذه الأسباب هي أساسية لحالة الانعزال التي يعيشها المسن، أم أن هناك أسباباً أخرى؟
الأسباب كثيرة:
- إن هذه الحالة هرمية بدأت بشكل جزئي والآن تنتشر بشكل أوسع.
في المدى القريب، حصل هذا الغزو الثقافي، لكن النتيجة التي نحصدها هي من خلال عزل العائلة نفسها عن المسن وانزوائه في مكان معيّن. هذا حصل في فترة سابقة بحيث إن الولد لم يعد يشعر بوجود الجد والجدة ولا يهتم بذلك حتى ولو لم ينهمك في اللعب وغيره. فقساوة القلب حصلت نتيجة تراكمات من الإهمال لهذا المسن.
-ومن الأسباب عدم وصل الرحم بحيث إن العائلة حتى ولو كانت متقاربة في مكان السكن أو الحي لم تعد تتزاور، لذا، أصبح من الطبيعي عزل هذا المسنّ داخل بيته. والأولاد نادراً ما يزورونه ويسألون عنه بحجة انشغالهم بأمورهم الخاصة.
حق المسنّ علينا:
إزاء ذلك ما هي حقوق هذه الفئة علينا انطلاقاً من البيت، الأسرة، الأقرباء، المسجد، الشارع والأماكن العامة؟
- نبدأ من المجتمع الصغير الذي هو الأسرة والبناية أو الحي أو الدولة، فالأب هو قدوة لابنه عندما يساعد مسناً يقطع الطريق. أما لناحية المجتمع، فمهمّ مثلاً إنشاء حديقة خاصة بالمسنين ليلتقوا مع بعضهم البعض. اليوم، لم يعد أحد يشعر بالمسن واحتياجاته وأحاسيسه، فالكبير أصبح يعامل كالطفل أن "اجلس هنا" و"لا تتحرك"، لكن الفرق أن الكبير هو الذي ربّى وتعب فترهق نفسيته لذلك. أما الصغير، فلا يشعر بذلك ويتبع النظام والأوامر. كمثال: إن الله لم يوجب إرضاع الأم للطفل، بينما أوجب بر الوالدين. وهناك كم هائل من الآيات القرآنية والروايات حول بر الوالدين لمعرفة الله أن هذا الطفل يبحث عن مصلحته بينما الأهل لا ينتظرون المقابل من الولد. فكم من أب يبرد ليدفئ طفله، وكم من أم جاعت لتطعم طفلها وسهرت يوم مرضه؟! بالمقابل، نرى المسنّ عندما ترتفع حرارته، فإن ابنه يقول له ليس بك شيء، وحتى لو لم يكن يعاني من شيء، إلا أنه بحاجة إلى لمسة حنان وليس إلى مال أو طعام، بحاجة إلى نظرة حنونة ويد تبلسم آلامه ووحدته.
الحاجة صباح الحاج رضا / رئيسة جمعية العطاء للعمل الخيري الإسلامي.
يتبع..