مجتمعنا
الآثار المباشرة لنمط الحياة الطيّبة
|4|
الإسلام يبني الحياة الطيبة
﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ النّحل ﴿٩٧﴾
كلّ ما ورد في الإسلام مقدّمة لبناء الذات الإنسانيّة.
كلّ الفرائض، واجتناب الذنوب، والمستحبّات والأحكام الاجتماعيّة والفرديّة، كلّها مقدّمة للحياة الطيّبة؛ مقدّمة لعروج الإنسان من عالم البهائميّة والحيوانيّة والتوحّش.
عندما تقع البشريّة ضمن دائرة التربية الإلهيّة -وهذا ما تستطيع تحقيقه بإرادتها- فسوف تنشأ الحياة الطيّبة في نفوسها وستتعطّر الأجواء ويسودها النّقاء ؛ لكن عندما لا يكون هناك مكانٌ لهذه التربية الإلهية ويفقد الإنسان عزيمته وإرادته التي يحتاجها لطيّ المسار الإلهيّ وتخليص نفسه من الأهواء والشهوات البشريّة، وعندما لا يكون هناك مكانٌ لهذه التربية الإلهيّة فسوف يبقى ضمن مستوى الحيوانيّة وسيصبح أخطر من سائر الحيوانات.
وكما لاحظتم طوال تاريخ البشريّة، لقد كان هناك العديد من النّاس الذين برزوا بهيئة أو سيرة الحيوانات وكانوا يسعون في منع البشر عن سلوك المسار الإلهي، الفراعنة، وأمثال قارون ونمرود والشياطين المجسّدة أيضاً كانت تملك أرضيّة الترقّي والكمال. هؤلاء أيضاً لو أنّهم أفاقوا على أنفسهم، وفكّروا وعادوا إلى فطرتهم الإنسانيّة، كان بإمكانهم التقدّم والارتقاء.
يقول الله عزّوجل لموسى حين ذهب لمواجهة فرعون: «فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَیِّناً لَعَلَّهُ یَتَذَکَّرُ أَوْ یَخْشی»(٢) ففرعون أيضاً كان بإمكانه أيضاً أن يتذكّر، لكنّ طغيانه لم يسمح بذلك.
طغيان الأهواء النفسيّة، وطغيان طلب الدنيا، وطغيان الأنانيّة، والتكبّر، وطغيان روح البهائميّة في الإنسان، هذه كلّها أمور تعيق التذكّر وتمنعه.
النّظام الإسلامي يسوق النّاس إلى الحياة الطيّبة.
المصدر: موقع الإمام السيد علي الخامنئي دام ظله.