مجتمعنا
الآثار الطيبة لنمط الحياة الطيبة
|5|
القناعة سبيل نحو الحياة الطيبة
من منظور نهج البلاغة لا يجوز التمتع بمال الدنيا إلا عبر السُبُل السليمة كما أن الحياة الطيبة (الطاهرة) تعني القناعة.
أشار إلى ذلك الباحث الإيراني في نهج البلاغة "بخشعلي قنبري" في محاضرته تحت عنوان "الحياة الطيّبة" تحدث فيها عن الخُلُق الاجتماعية من منظور نهج البلاغة .
وقال في شرح الخطبة رقم 45 من نهج البلاغة أنالإمام علي عليه السلام سُئل عن معنى الحياة الطيبة في عبارة "فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً" القرآنية فردّ عليه السلام بكلمة واحدة وهي "القناعة"، فالحياة الطيبة من منظور الإمام علي عليه السلام هي القناعة.
وأضاف أن استخدام مال الدنيا له مراتب من منظور الإمام علي عليه السلام فالاستخدام بقدر الكفاية أمر محمود أما الذي يستفيد من الدنيا أقل مما يستطيع فهو زاهد ومن هذه الفئة هو الإمام علي عليه السلام.
وأشار الباحث إلى أن هناك أيضاً جماعة من الناس ليسوا أغنياء وزهاد، وما يعتبر لهم هو الحياة الطيبة.
وروي عن الإمام علي أمير المؤمنين عليه السلام قوله في الخطبة رقم 45 من نهج البلاغة " إِنَّ إِمَامَكُمْ قَدِ اكْتَفَى مِنْ دُنْيَاهُ بِطِمْرَيْهِ، وَ مِنْ طُعْمِهِ بِقُرْصَيْهِ".
ويقول عليه السلام في الخطبة نفسها " فَارْتَحِلُوا مِنْهَا بِأَحْسَنِ ما بِحَضْرَتِكُمْ مِنَ الزَّادِ، وَ لاَ تَسْأَلُوا فِيها فَوْقَ الْكَفَافِ، وَلاَتَطْلُبُوا مِنْهَا أَكْثَرَ مِنَ الْبَلاَغِ".
هذا ويذكر أن المبادئ التي تحكم حياة الإمام علي عليه السلام تستند إلى القرآن الكريم والسنة النبوية، كما أنه في مجال العمل الاجتماعي والتعامل مع المجتمع، كانت علاقات الإمام عليه السلام مبنية على أوامر إلهية ونبوية يمكن اعتبارها نموذجاً مثالياً للناس.
المصدر: موقع إذاعة طهران.