قيم - في مدينة نوح |1|

في مدينة نوح
|1|

عندما تجول في تلك المدينة الكبيرة تجد أسواقًا تزينها أصوات قرع الحديد، وتزيدها نورًا أنواع الأثواب والبضائع الموضوعة على أطراف الأزقة، وباعتها ينادون عليها آملين أن تقع أصواتهم في أذن من يشتريها فيأمنون من الجوع والحاجة.
أهل تلك المدينة يعتقدون أن الدرهم والدينار هو (الذي يصنع السعادة الدائمة) وهو إكسير الحياة وبه تخلد أفراحهم.
على ضفاف المدينة دار لشخصية استثنائية أو قل شخصية إشكالية في ذلك الزمان، #نوح الرجل الذي خرّب المدينة على حدّ زعم أهل الحل والعقد فيها.
إذا شاركت في السهرات التي تٌعقد كل ليلة لسمعت العجب العجاب فيما يقولون عن #نوح. فنوح بحسب زعمهم خرّب المدينة، وزعزع أمنها، هو يريد الزعامة والسيطرة على أهلها؛ حتى يهنأ بالمال والجاه. يدعو إلى المساواة بين العبيد والأسياد، يدعو إلى عبادة إلهه الذي لا يُرى، يدعو أهل مدينته إلى ترك ما يعبدون مما كان عليه آباؤهم الأولين. يريد أن يشمت بهم أهل المدن الباقية، #نوح يستهزئ بهم، هو يصنع الفتن، يريد تجويع وإفقار المدينة برمتها؛ حتى يخضع أهلها إليه، نوح سيعدل عن دعواه الأولى وسيدعو إلى عبادته هو، لا أنصار له سوى العبيد والفقراء، نوح ساحر كذاب.
يتبع.. 
بقلم فضيلة الشيخ عامر التركماني.