قيم - في مدينة نوح |3|
في مدينة نوح
|3|
أضحت فرص تحقيق هدف مشروع نوح -بالنسبة إلى أهل المدينة- فرص ضئيلة ومستحيلة، وعدوه يملك المال والعدد الأكبر. وما زال #نوح يمد يده إلى الناس يدعوهم إلى عبادة إلهه الذي لا يُرى، ويدعوهم للعودة إلى خالقهم حتى لا يكونوا من المعذبين.
عمل #نوح ليلًا نهارًا في بناء السفينة ولم يثنه ذلك عن الدعوة والعمل على توعية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور، وحاول جاهدًا أن يبيّن للناس الهدف (بناء النفس والروح الإنسانية) والوسيلة (المادة)، على عكس ما كانوا يظنّون، فالروح خفية عنهم ولا يدركون منها شيئًا ولا يدركون مسارات الكمال الحقيقية، والموانع التي تحول دون ذلك.
وعلى ذلك فقِس، فإنّ ذلك ينطبق على كل زمان ومكان، يعتقد المترفون أن منهج تكامل الإنسان الذي وضعه الله لن يكمل طريقه إلى النهاية؛ وذلك لأن فرص النجاح لديه ضئيلة، ولكنهم خفي عنهم أنّه «وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُون»، وخفي عنه أنه سيتم ذلك ولو #بطوفان.
يتبع..
بقلم فضيلة الشيخ عامر تركماني